قولهم : رجل أكزم البنان ، أي قصيرها ، كما يقال للبخيل الممسك : قصير البنان وجعد الكفّ . ويقال : هو قرم إلى اللحم ، وعيمان إلى اللبن ، وعطشان وظمآن إلى الشراب ، وجائع إلى الخبز ، وقطم إلى النكاح . قال الشاعر يذكر ناقة : < شعر > وجناء ذعلبة مذكَّرة * زيّافة بالرّحل كالقطم [1] < / شعر > أراد : كالقطم ، فسكَّن الطاء . وقولهم : قد قضى عليه القاضي قال أبو بكر : قال أهل اللغة : معناه في اللغة : القاطع للأمور المحكم لها . قال اللَّه عز وجل : * ( فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) * [2] ، أراد : فقطعهنّ وأحكم خلقهن . وقال الشاعر في عمر بن الخطاب - رضي اللَّه عنه - : < شعر > قضيت أمورا ثم غادرت بعدها * بوائق في أكمامها لم تفتق [3] < / شعر > وقال أبو ذؤيب [4] : < شعر > وعليهما مسرودتان قضاهما * داوود أو صنع السوابغ تبّع < / شعر > أراد بقضاهما : أحكمهما . ويكون القضاء : بمعنى الأمر ، كقوله عز وجل : * ( وقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه ) * [5] ، فمعناه : أمر ربك . ويكون القضاء بمعنى العمل ، كقوله : * ( فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ ) * [6] ، معناه : فاعمل ما أنت عامل ، واصنع ما أنت صانع . ويقال للقاضي : الحاكم والفتّاح ، قال اللَّه جل ذكره : * ( ويَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) * [7] ، معناه : متى هذا القضاء . وقال :
[1] الفاخر 135 بلا عزو . والذعلبة : الناقة السريعة ، والزيّافة : المختالة . [2] سورة فصلت : آية 12 . [3] تفسير الطبري 1 / 509 بلا عزو . [4] ديوان الهذليين 1 / 19 . ومسرودتان : درعان ، والصنع : الحاذق بالعمل . [5] سورة الإسراء : آية 23 . [6] سورة طه : آية 72 . [7] سورة السجدة : آية 28 .