من شيء ، وله المثل الأعلى في السماوات والأرض . وقال المفسرون : المثل الأعلى شهادة أن لا إله إلا اللَّه . وقولهم : أشهد أن لا إله إلا اللَّه قال أبو بكر : معناه عند أهل العربية : أعلم أنه لا إله إلا اللَّه ، وأبيّن أنه لا إله إلا اللَّه ، الدليل على هذا قوله تبارك وتعالى : * ( ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ الله شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ) * [1] ؛ وذلك أنهم لما جحدوا نبوة النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم كانوا قد بيّنوا على أنفسهم الضلالة والكفر ، قال حسان بن ثابت [2] : < شعر > وأشهد أنّك عبد المليك * أرسلت نورا بدين قيم < / شعر > معناه : أبيّن أنك عبد المليك ، من ذلك قوله تبارك وتعالى : * ( شَهِدَ الله أَنَّه لا إِله إِلَّا هُوَ ) * [3] ، قال أبو بكر : قال أبو العباس : معناه بيّن اللَّه أنه لا إله إلا هو ، وأعلم أنه لا إله إلا هو ، قال : ومن ذلك قولهم : قد شهد الشاهد عند الحاكم ، معناه : قد بيّن للحاكم وأعلمه الخبر الذي عنده . وقال أبو عبيدة [4] : معنى قوله : * ( شَهِدَ الله أَنَّه لا إِله إِلَّا هُوَ ) * أي : قضى اللَّه أنه لا إله إلا هو . قال أبو بكر : وقول أبي العباس ، أحسن مشاكلة لكلام العرب . وأجاز أبو العباس : اللَّه أكبر اللَّه أكبر ، واحتج بأن الأذان سمع وقفا لا إعراب فيه كقولهم : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، ولم يسمع : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، فكان الأصل فيه : اللَّه أكبر اللَّه أكبر بتسكين الراء ، فألقوا على الراء فتحة الألف من اسم اللَّه عز وجل ، وانفتحت الراء وسقطت الألف ، كما قال عز وجل - : * ( الم الله لا إِله إِلَّا هُوَ ) * [5] ، كان الأصل فيه واللَّه أعلم : ألم اللَّه لا إله إلا هو ، بتسكين الميم ، فألقيت فتحة الألف على
[1] سورة التوبة : آية 17 . [2] ديوانه : ص 139 . [3] سورة آل عمران : آية 18 . [4] مجاز القرآن 1 / 89 . [5] سورة آل عمران : آية 1 ، 2 .