الميم ، وسقطت الألف ، قال أبو النجم [1] : < شعر > أقبلت من عند زياد كالخزف * تخطَّ رجلاي بخطَّ مختلف كأنما تكتّبان لام الف < / شعر > أراد : لام ألف ، فألقى فتحة الألف على الميم ، وأسقطت الألف . قال الكسائي : قرأ عليّ رجل من العرب : * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّه ) * [2] ففتح الميم ؛ لأنه أراد أن يسكنها ؛ لأنها رأس آية ، ثم ألقى حركة ألف الحمد على الميم من الرحيم ، وأسقط الألف . وقال الكسائي : قرأ عليّ رجل من العرب سورة ق ، فلما انتهى إلى قوله : * ( مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ) * [3] ، وقرأ : * ( مُرِيبٍ الَّذِي ) * بكسر الباء وفتح النون ، على معنى : مريبين الَّذي ، فألقى فتحة الألف على النون ، وأسقط الألف . وقولهم : أشهد أنّ محمدا رسول اللَّه قال أبو بكر : معناه أعلم وأبيّن أن محمدا متابع للإخبار عن اللَّه عز وجل . والرسول معناه في اللغة : الذي يتابع أخبار الذي بعثه ، أخذ من قول العرب : قد جاءت الإبل رسلا ، أي : جاءت متتابعة ، قال الأعشي [4] : < شعر > يسقي ديارا لنا قد أصبحت غرضا * زوراء أجنف عنها القود والرّسل < / شعر > القود : الخيل ، والرّسل : الإبل المتتابعة . والرسول يقال في تثنيته : رسولان ، وفي جمعه : رسل . ومن العرب من يوحده في موضع التثنية والجمع ، فيقول : الرجلان رسولك ، والرجال رسولك ، قال اللَّه - عز وجل - في موضع : * ( إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ) * [5] ، وقال في موضع آخر : * ( إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ) * [6] ، فالموضع الذي قال فيه : إنا
[1] مجاز القرآن 1 / 28 . [2] سورة الفاتحة : الآيتان 1 - 2 . [3] سورة ق : آية 25 . [4] ديوانه : ص 44 . [5] سورة طه : آية 47 . [6] سورة الشعراء آية 16 .