وقولهم : قد تناوش القوم قال أبو بكر : معناه : قد تناول بعضهم بعضا في القتال ، أخذ من قولهم : قد نشت أنوش نوشا : إذا تناولت ، قال اللَّه عز وجل : * ( وأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ) * [1] ، أي : وأنى لهم التناول ، أي : تناول التوبة . أنشد الفراء : < شعر > فهي تنوش الحوض نوشا من علا * نوشا به تقطع أجواز الفلا [2] < / شعر > وقال الآخر [3] : < شعر > كغزلان خذلن بذات ضال * تنوش الدانيات من الغصون < / شعر > معناه : تناول . وقال الآخر : < شعر > فما ظبية ترعى برير أراكة * تنوش وتعطو باليدين غصونها [4] < / شعر > ويقال : نأشت أنأش نأشا ، أي : تأخّرت ، من ذلك قراءة القراء : * ( وأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ) * ، قال الفراء : التناؤش : التأخر ، وأنشد : < شعر > تمنى نئيشا أن يكون أطاعني * وقد حدثت بعد الأمور أمور [5] < / شعر > وقال الفراء : يجوز أن يكون التناؤش بالهمز : التناول ، فيكون الأصل فيه : التناوش ، فلما انضمت الواو همزت ، كما قال اللَّه عز وجل : * ( وإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ) * [6] ، فالأصل فيه : وقّتت ، لأنّه فعّلت من الوقت ، فلما انضمت الواو همزت ، وكما قالوا : هذه أجوه حسان . فالأصل فيه : وجوه ، فلما انضمت الواو همزت . وروى هشام بن محمد الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس ، أنه سئل عن قول اللَّه عز وجل : * ( أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ ) * فقال : هو الرجوع ، وأنشد :
[1] سورة سبأ : آية 52 . [2] لغيلان بن حريث ، وقيل لأبي النجم ( اللسان : نوش ، علا ) . أجواز : أوساط . [3] المثقب العبدي ، ديوانه 31 ( بغداد ) 154 ( مصر ) . وخذلن : نافرن . [4] بلا عزو في الفاخر 34 . [5] لنهشل بن حري ، شعره : 114 . [6] سورة المرسلات : آية 11 .