responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 24


مواقيت وآجالا ، ومواعيد ، وآمادا ، فعرفوا حلالها وحرامها ومسالمها ومعاديها وذا العاهة منها مما لا عاهة معها ؛ وتبيّنوا بطول التّجارب أضرّها أنواء ، وأعودها أمطارا ، وأعزّها فقدانا ، وأهونها أخلاقا ، فأخذوا لكلّ أمر أهبته ، ولكلّ وقت عدّته ، إلى كثير من المنافع والمضار التي تتعلق باختلاف الأهواء وتفاوت الفصول والأوقات ؛ ومن تدبّر قوله : * ( وجَعَلْنَا اللَّيْلَ والنَّهارَ آيَتَيْنِ ) * [ سورة الإسراء ، الآية : 12 ] . ثم فكَّر في تميز أحدهما عن الآخر باختلاف حالهما في النّور ، والظلَّمة ، والظَّهور والغيبة ، ولماذا صارا يتناوبان في أخذ كلّ واحد منهما من صاحبه ، ويتعاقبان في إصلاح ما به مصالح عباده وبلاده ؟ وكيف يكون نموّ القمر من استهلاله إلى استكماله ونقصه ، وانمحاقه من ليالي شهره وأيامه ؟ وأنّى يكون اجتماع الشّمس وللقمر ، وافتراقهما ، وتساويهما ، وتباينهما ، ظهر من حكمة اللَّه تعالى له إذا تدبّره ، وردّ آخره على أوّله ، وولي كلّ فصل منه ما هو أولى به .
ثم سلك مدارجها ، وتتبع بالنّظر معالمها ومناهجها أدّاه الحال إلى أن يصير من الرّاسخين في العلم به تعالى وبمواقع نعمه ، وآثار ربوبيته ، أ لا ترى أنّه لو جعل اللَّيل سرمدا ، أو جعل النّهار أبدا لا نقطع نظام التّعايش ، وانسدت أبواب النّمو والتزايد ، وتأدّى انقلاب التّدبر إلى ما شرحه بتعذر فسبحانه من حكيم رؤوف بعباده رحيم .
و قد سئل النّبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم عن نقصان القمر وزيادته ، فأنزل اللَّه تعالى أنّ ذلك لمواقيت حجكم ، وعمرتكم ، وحل ديونكم وانقضاء عدة نسائكم ، وقوله تعالى :
* ( آيَةَ اللَّيْلِ ) * ، و * ( آيَةَ النَّهارِ ) * إضافتهما على وجه التّبيين والشّيء ، قد يضاف إلى الشيء لأدنى علاقة بينهما ، قال تعالى : * ( فَإِنَّ أَجَلَ الله لَآتٍ ) * [ سورة العنكبوت ، الآية : 5 ] . ولما كان هو المؤجل ، وقال في موضع آخر : * ( فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ ) * * [ سورة الأعراف ، الآية : 34 ] لما كان الأجل لهم ، فكذلك قوله : * ( آيَةَ اللَّيْلِ ) * ، و * ( آيَةَ النَّهارِ ) * ، يعني الآية التي يختصّ بهما هذا في إضافة الغير إلى الغير .
فأما إضافة البعض إلى الكل فقولك : خاتم حديد ، وثوب خز ، فلا يمنع دخوله فيما نحن فيه ، ويكون المعنى أنّ الآية الممحوة كانت بعض اللَّيل ، كما أنّ الخاتم ، يكون بعض الحديد ، كأنّ اللَّيل ازداد بالمحو آيتها سوادا ، ويقال ؛ دمنة ممحّوة إذا درست آثارها وآياتها ، ويقال : محوت الشيء ، أمحوه ، وأمحاه وفي لغة علي محيته ، وحكى بعضهم : محا الشيء ومحاه غيره ، وكتاب ماح ، وممحو ومحوة ، اسم لريح الشّمال لأنها تمحو السّحاب ، والمحوة المطرة التي تمحو الجدب ومن كلامهم تركت الأرض محوة إذا جيدت كلها .
و قال بعضهم : يجوز أن يكون عنى بآية النّهار الشّمس ، وبآية اللَّيل القمر ، وعنى بالمحو ما في ضوء القمر من النّقصان ، وحكي عن السّلف أنّ المراد بالمحو الطَّخاء الذي

24

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست