responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 23


< شعر > فإن تكن الأيام أحسن مرة * إليّ فقد عادت لهنّ ذنوب < / شعر > قوله : * ( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) * [ سورة يس ، الآية : 40 ] ، يعني ينبغي لها .
أي : لو كانت تطلب إدراك القمر لما حصلت لها بغيتها ، ولا ساعدتها طلبتها يقال : بغيت الشيء ، فانبغى لي . أي طلبته ، فأطلبني ، وإذا لم ينبغ لها لو طلبت ، فيجب أن لا يحصل الفعل منها البتّة ، لأنّ الإدراك معناه اللَّحوق وسببه الذي هو البغاء ممنوع منه ، فكيف يحصل للسّبب ؟ وأيضا فإنّ سرعة سير القمر وزيادته على سير الشّمس ظاهر فهو أبدا سابق لها بسرعته ، وتلك متأخرة لبطؤها ، وقوله : * ( ولَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ ) * [ سورة يس ، الآية : 40 ] محمول على وجهين .
الأول : أن يكون المعنى بالسّبق أوّل إقباله وآخر إدبار النّهار .
و الثاني : أن يكون المعنى آخر إدبار النّهار وأول إقبال الصّبح ، وسبق اللَّيل النّهار بإقباله أن يقبل أول اللَّيل قبل آخر إدبار النّهار وهذا ما لا يكون .
و أما سبقه إيّاه بإدباره ، فإن سبق آخر إدبار اللَّيل أوّل إقبال الصّبح قبل كونه ، وهذا أيضا لا يكون ، ولا يجوز كونه لأنهما ضدّان يتنافيان ويتعاقبان فلذلك لم يجر سبق اللَّيل النّهار في شيء من أحواله .
و قيل معنى : * ( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) * أي ليس لها أن تطلع ليلا ، ولا القمر له أن يطلع نهارا لأنّ لكلّ منهما شأنا قدّر له ووقتا أفرد به ، فلا يقع بينهما زاجر فيدخل أحدهما في حد الآخر قوله : * ( وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) * [ سورة يس ، الآية : 40 ] أي كلّ واحد منهما له فلك يدور فيه فلا يملك انصرافا عنه ؛ ولا تأخّرا إلى غيره ، ولفظ الفلك يقتضي الاستدارة أي وكلّ له مكان من مسبحه مستدير يسبح فيه أي يسير بانبساط ، ومنه السّباحة ، وقال تعالى لنبيّه : * ( إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا ) * [ سورة المزمل ، الآية : 7 ] ولا يمنع أن يكون يشير بقوله : في فلك إلى الذي هو فلك الأفلاك ، وإذا جعل على هذا فهو أبهر في الآيات ، وأدلّ على اقتدار صانعه وإنمّا قال : يسبحون لأنّه لمّا نسب إليها على المجاز والسعة أفعال العقلاء المميّزين جعل الاخبار عنها على ذلك الحد ، ومثله : * ( رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ ) * [ سورة يوسف ، الآية : 4 ] وهذا كثير .
و منه قوله تعالى : * ( وجَعَلْنَا اللَّيْلَ والنَّهارَ آيَتَيْنِ ) * [ سورة الإسراء ، الآية : 12 ] الآية نبه بهذه الآية ، وبقوله إنّ عدّة الشهور الآية على نعمه على خلقه فيما إن شاء حالا بعد حال لهم ، وابتدعه وما عرف مصالحه وقتا بعد وقت ، فيما قدّر لهم فكر وذكر ونصب للحاضرة والبادية من الأعلام والأدلة بالمنازل والأهلَّة ، ومطالع النّجوم السّيارة وغير السّيارة حتى جعلت

23

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست