responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 25


في القمر قوله : * ( وجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) * [ سورة الإسراء ، الآية : 12 ] هو على طريق النّسبة أي ذات إبصار ، وفي موضع آخر : * ( والنَّهارَ مُبْصِراً ) * * [ سورة يونس ، الآية : 67 ] أي مضيئا وكما يقال هو ناصب أي ذو نصب ، ويجوز أن يكون لما كان الإبصار فيها جعله لها ، كما يقال رجل مخبت إذا صار أصحابه خبتا ، ونهاره صائم ، وليله قائم .
و قال أبو عبيد يريد قد أضاء للنّاس أبصارهم ، ويجوز أن يكون كقولهم : أصرم النّخل أي أذن بالصّرام ، وأحمق الرّجل إذا أتى بأولاد حمق وقوله : * ( لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ولِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسابَ ) * [ سورة الإسراء ، الآية : 12 ] مثل قوله في موضع آخر : * ( جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيه والنَّهارَ مُبْصِراً ) * * [ سورة يونس ، الآية : 67 ] ومثل قوله : * ( جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً والنَّوْمَ سُباتاً وجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً ) * [ سورة الفرقان ، الآية : 47 ] وفي آخر : * ( وجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ) * [ سورة النبأ ، الآية : 11 ] ومثل قوله : * ( جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيه ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِه ) * [ سورة القصص ، الآية : 73 ] وهذه الآي ، وإن تشابهت في معانيها ، فقد اختلفت تفاصيل نظومها ، فقوله : * ( جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ) * أي يغشى كلّ شيء من الحيوان وغيره فيصير ذا دعة وسكون وانقطاع عما يعالجه في النّهار لابتغاء الفضل فيه ، * ( وجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ) * أي وقت معاش ، والمعاش ، والمعيش ما أعان على الحياة به ممّا الحياة به ، وليس الحياة ، قال أمية :
< شعر > ما أرى من معيشي في حياتي غير نفسي < / شعر > وقد قال أبو العباس محمد بن يزيد : ثم يرى تفسيرهما جملة ثقة بأنّ السّامع يرد كلَّا إلى ماله يريد مثل قوله : * ( جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ ) * ، ثم قال : * ( لِتَسْكُنُوا فِيه ولِتَبْتَغُوا ) * والسّكون في اللَّيل ، والابتغاء في النّهار ، ومثله : * ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ والْمَرْجانُ ) * [ سورة الرحمن ، الآية : 22 ] وإنّما هو من أحدهما ، فإن قال قائل : ما تصنع على هذا بقول سيبويه :
لا يقول لقيته في شهري ربيع إذا كان اللقاء في آخره قال : وكذلك لا يجوز أن يقول لقيته في يومين ، واللقاء في أحدهما . قلت : هذا الذي قال صحيح لأنّ ذكرك الشّهر الذي لم يكن فيه اللَّقاء ، فصل ولكن لو وصفت الشّهرين بما يكون في واحد منهما فجمعت الصّفة فيهما كان جيدا ، وذلك قولك في الشتاء يكون المطر ويقعد في الشّمس أي هذا وهذا ، وكذلك في شهري ربيع تأكل الرّطب والتمر أي هذا في أحدهما ، وهذا في أحدهما كما يقول : لو لقيت زيدا وعمرا لوجدت عندهما نحوا أو خطَّا ، إن كان النّحو عند أحدهما ، والخط عند الآخر فليس هذا بمنزلة الأوّل لأنّ اللقاء في أحد الشّهرين والآخر لا معنى لذكره البتّة .
قال أبو العبّاس : ومن ذلك قوله تعالى : * ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) * [ سورة الرحمن ، الآية : 19 ] * ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) * [ سورة الرحمن ، الآية : 20 ] ثم خبر بفضائلهما فقال :

25

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست