responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
نام کتاب : أساس البلاغة نویسنده : الزمخشري    جلد : 0  صفحه : 4


يتمنيه نواطق ؛ فليت له العربية وما فصح من لغاتها ، وملح من بلاغاتها ؛ وما سمع من الأعراب في بواديها ، ومن خطباء الحلل في نواديها ؛ ومن قراضبة تجد في أكلائها ومراتعها ، ومن سماسرة تهامة في أسواقها ومجامعها ؛ وما تراجزت به السقاة على أفواه قلبها ، وتساجعت به الرعاة على شفاء عليها ، وما تقارضته شعراء قيس وتميم في ساعات المماتنه ، وما تزاملت به سفراء ثقيف وهذيل في أيام المفاتنه ، وما طولع في بطون الكتب ومتون الدفاتر من روائع ألفاظ مفتنة ، وجوامع كلم في أحشائها مجتنة .
ومن خصائص هذا الكتاب تخبر ما وقع في عبارات المبدعين ، وانطوى تحت استعمالات المفلقين ، أو ما جاز وقوعه فيها ، وانطواؤه تحتها ، من التراكب التي تملح وتحسن ، ولا تنقبض عنها الألسن ؛ لجريها رسلات على الأسلات ، ومرورها عذبات على العذبات .
ومنها التوقيف على مناهج التركيب والتأليف ، وتعريف مدارج الترتيب والترصيف ، بسوق الكلمات متناسقة لا مرسلة بددا ، ومتناظمة لا طرائق قددا ، مع الاستكثار من نوابغ الكلم الهادية إلى مراشد حر المنطق ، الدالة على ضالة المنطيق المفلق .
ومنها تأسيس قوانين فصل الخطاب والكلام الفصيح ، بإفراد المجاز عن الحقيقة والكناية عن التصريح ؛ فمن حصل هذه الخصائص وكان له حظ من الإعراب الذي هو ميزان أوضاع العربية ومقياسها ، ومعيار حكمة الواضع وقسطاسها ؛ وأصاب ذروا من علم المعاني ، وحظي برش من علم البيان ؛ وكانت له قبل ذلك كله قريحة صيحة ، وسليقة سليمة ، فحل نثره ، وجزل شعره ، ولم يطل عليه أن يناهز المقدمين ، ويخاطر المقرمين .
وقد رتب الكتاب على أشهر ترتيب متداولا وأسهله متناولا ، يهجم فيه الطالب على طلبته موضوعة على طرف الثمام وحبل الذراع ، من غير أن يحتاج في التنقير عنها إلى الإيجاف والإيضاع ؛ وإلى النظر فيما لا يوصل إلا بإعمال الفكر إليه ، وفيما دقق النظر فيه الخليل وسيبويه ؛ والله سبحانه وتعالى الموفق لإفادة أفاضل المسلمين ، ولما يتصل برضا رب العالمين .

تعريف الكتاب 4

نام کتاب : أساس البلاغة نویسنده : الزمخشري    جلد : 0  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
فرمت PDF شناسنامه فهرست