responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز    جلد : 1  صفحه : 84


وبالنسبة لاستقلال المشيمة الغدي ، فهو مباشرتها بإفراز الهرمونات اللازمة لاستمرار الحمل بعد أن أصبحت الكميات التي يفرزها المبيض غير كافية ، ولأن متطلبات الحمل من هذه الهرمونات تصبح أكبر بكثير من كفاءة المبيض .
أما نمو الجنين فيكون سريعا في هذه المرحلة ، فبعد أن كان وزنه في نهاية الشهر الثالث ( 55 ) غ ، وطوله ( 10 ) سم ، يصبح وزنه عند تمام الحمل حوالي ( 3250 ) غ ، وطوله ( 50 ) سم ، وخلال هذه الفترة ، يتكامل شكله الخارجي ، فيصبح لون الجلد أحمر ، وتنبسط تجعداته ، وتسقط عنه الأوبار ، وتنفتح الجفون ، وتتكامل الأظافر . . .
وبهذا الاستعراض السريع لأهم ميزات هذه المرحلة نجد أن تلك المضغة قد أخذت بعدا آخر ، اكتسبت فيه قدرة على الحركة ، وابتدأ بها القلب بالنبضان بلا توقف ، ولهذا البعد أشار القرآن بعد عرضه لسلسلة أطوار تخلق الجنين ، حيث قال : ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) ولعل أكثر الناس شعورا بهذا البعد ليس الطبيب وإنما الام الحامل التي ما إن تشعر بحركات جنينها حتى تحس بشئ لم تعهده من قبل ، إنها تحس أو روحا أخرى تدب في أعماقها ، فتظهر علامات الارتياح على ملامحها ، وتعلو البسمة محياها ، وإذا ما غابت عنها تلك الحركات مدة بسيطة ، قلقت وتأرقت .
وأبعد من هذا فقد وجد العلماء أن الجنين يبدأ في آخر الحمل بالسماع ، ومما يسترعي سمعه وهو في بطن أمه ، ذلك الصوت الحنون الخالد الذي لا يعرف إلا الحب والحنان والعطاء . . إنه صوت خفقان القلب الكبير . . . قلب أمه ، وهكذا تنشأ صلات الحب والمسؤولية بين الام ووليدها ، في الوقت الذي تعاني فيه الام من الوهن والعذاب مالا يحتمله غيرها ، ولذلك قال تعالى في سورة لقمان : ( ووصينا الانسان بولديه حملته أمه وهنا على وهن وفصله في عامين أن اشكر لي ولولديك إلى المصير ) [ لقمان : 14 ] .
وبعد أن وقفنا على أطوار خلقنا البديعة المدهشة ، هل لنا أن نقدر الله حق

84

نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست