نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 151
نصف مليون شخص لمخالفتهم القانون ، وصدر حكم الاعدام ب 200 شخص من المجرمين بسبب الخمر ، وانتشرت الخمور الرديئة التي زادت في أضراره الصحية فأدت لهلاك 7500 شخص وإصابة 11000 شخص بأمراض صعبة و ذلك في عام واحد ، كما ارتفعت نسبة جرائم القتل إلى 300 % كل هذا دفع الحكومة لإعادة النظر في قانونها ، وقرر الكونجرس عام 1933 م الغاء قرار حظر الإباحة وذلك بسبب الفشل الذريع ، كما قال صموئيل ميل في كتابه " قراءة حول الغول ) : " إن القرار قد الغي على أساس واقعي هو ان المنع قد فشل " . ولعلك أخي القارئ قد أصبحت في شغف لان تعرف ما هو هذا العلاج ؟ وكيف تم تطبيقه ؟ . . ولبيان ذلك نقول : إنه العلاج القرآني ، سلك فيه القرآن أسلوبا ربانيا فريدا في اجتثاث الداء الذي كان متفشيا في المجتمع العربي الجاهلي الذي أحب الخمر ، وتغنى بها ، وتفنن في تسميتها ووصفها ووصف مجالسها ، حتى كاد يعبدها ، واعتبرها بعضهم شفاء من المرض . لقد عاج القرآن النفوس البشرية أساسا ، فنزع منها عقائد الجاهلية وتصوراتها وقيمها وموازينها ، وزرع فيها دين الفطرة وعقيدة التوحيد ، ودانت هذه النفوس طوعا لكل ما ينتج عن هذه العقيدة ، وأصبحت مهيئة للتلقي ثم للتنفيذ ، وبعد ذلك تدرج القرآن في معالجة مشكلة الخمر بشكل خاص وعلى مراحل متعددة : في المرحلة الأولى : نزلت أول آية تتكلم عن الخمر ( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ) [ النخل : 67 ] وأول ما يطرق النفس في هذه الآية هو وضع السكر مقابل الرزق الحسن ، وكأنها إشارة إلى أن السكر ليس من الرزق الحسن . وفي المرحلة الثانية : حيث تحرك في وجدان المسلمين حب لبيان أكثر وضوحا في الخمر ، فقال عمر بن الخطاب " اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء " فأنزل تعالى ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )
151
نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 151