نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 154
الطيبات قال تعالى : ( كلوا من طيبت ما رزقناكم ) [ الأعراف : 160 ] لم يقتصر القرآن على تحريم الخبائث ، بل ذهب أيضا إلى توجيه الناس إلى الأغذية التي تنفع أبدانهم وتحفظ صحتهم ، وعمل على تنظيم الغذاء الحلال . وحتى ندرك ما في أسلوب القرآن من منطق علمي ، وفكر عملي ، فلنقارن توجيهاته مع بعض ما جاء في الديانات الأخرى ، فالبوذية ، تحرم على معتنقيها أكل اللحوم على الاطلاق ، والهندوكية تحرم لحم البقر بسبب تقديسها ، وهناك بعض الديانات التي تأمر بالصوم عن أكل لحوم الحيوانات ومنتجاتها ( كالبيض والحليب والجبن . ) لمدة أربعين يوما أو تسعين يوما كل عام وشعوب الصين واليابان تسمى بالشعوب النباتية لأنها تعتمد في غذائها على النباتات أساسا وقد بدأت حكومات هذه الشعوب حديثا بمحاربة هذه العادة ، فراحت تشجع على أكل اللحوم في المدارس والمعاهد ، ولكن دون هدي ، حيث أقبلت الصين على أكل لحم الكلاب والثعابين ، وأقبلت اليابان على أكل السمك النئ دون طهي ، وفي البلاد الأوربية يعتمد الناس أساسا على لحم الخنزير للحصول على راتبهم من اللحوم . . وهكذا . . وإذا عدنا إلى القرآن : ( يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات ) [ المائدة : 4 ] ، وبهذه النظرة الواقعية يحلل القرآن للناس أنواع الطعام التي تستسيغها أذواقهم ، وفيها فائدة لأجسامهم ولنفوسهم ، ولا تلحق بهم الضرر ، ثم لا يكتفي بذلك بل يستنكر على كل من يحاول أن يحرم زينة الله ، أو يحرم الطيب من رزقه لما يعلمه من الضرر الذي يلحق بهم فيقول ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ، والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ) ثم يؤكد على هذا المعنى فيقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ) [ المائدة : 87 ] ولا يقتصر معنى الطيب
154
نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 154