نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 166
ان لا تكون الا رقيقة لينة ولا مصلح للشهوة الفاسدة المائلة إلى الحريفة العائقة للحلو والدسم من القئ بمثل السكنجبين والفجل على السمك ويجب أن لا يأكل السمين من الناس كما يخرج من الحمام بل يصير وينام نومة خفيفة والأصلح لهم الوجبة ولا ينبغي ان ينام على طعام طاف وليحترز كل التحرز عن الحركة العنيفة على الطعام فينفذ قبل الهضم أو ينزلق بلا هضم أو يفسد مزاجه بالخضخضة ولا يشرب عليه ماء كثيرا يفرق بينه وبين جرم المعدة ويطفئه بل يتربص بالشرب مدة نزوله عن المعدة وليستدل عليه بخفة أعالي البطن فان أحوج العطش فليمص شيئا يسيرا من الماء البارد مصا وكلما كان أبرد اقنع اليسير منه أكثر وهذا القدر يبسط المعدة ويجمعها وبالجملة ان شرب على الطعام بعد الفراغ منه لا في خلله مقدار ما ينتفع فيه الطعام جاز والمصابرة على العطش والنوم عليه نافع للمبرودين المرطوبين ضار للمحرورين الممرورين وكذلك الصبر على الجوع ويعرض للمرورين من الصبر على الجوع ان تنصب المرار إلى معدهم فإذا تناولوا شيئا فسد طعامهم فعرض لهم في النوم واليقظة ما ذكرناه مما يعرض لمن فسد طعامه ويعرض أيضا ان تفسد شهوة الطعام فحينئذ يجب ان يشرب ما يحدر ذلك ويلين الطبيعة مما هو خفيف غير مغير مثل الإجاص أو شئ يسير من الشيرخشت فإذا عادت الشهوة اكل على أن مرطوبي الأبدان بالرطوبة الطبيعية مهيؤن لسرعة التحلل فلا يصبرون على الجوع صبر يابسي الأبدان الا أن يكونوا مملوئين من رطوبات غير التي هي في جوهر أعضائهم إذا كانت جيدة موافقة قابلة لان تحيلها الطبيعة إلى الغذاء التام بالفعل والشراب على الطعام من أضر الأشياء لأنه سريع الهضم والنفوذ فينفذ الطعام ولم ينهضم فيورث السدد والعفونة والجرب في بعض الأحايين والحلاوات تسرع ايراث السدد لجذب الطبيعة لها قبل الهضم والسدد توقع في أمراض كثيرة منها الاستسقاء وغلظ الهواء والماء لا سيما في الصيف مما يفسد الطعام فلا بأس أن يشرب عليه قدح ممزوج أو ماء حار طبخ فيه عود ومصطكى ومن كانت أحشاؤه حارة قوية فإذا تناول طعاما غليظا فكثيرا ما يعرض أن يصير طعامه رياحا ممدة للمعدة ونواحيها والعلة المراقبة من ذلك وخالي المعدة إذا تناول لطيفا سلمت عليه معدته فان تناول بعده غليظا نفرت عنه المعدة ولم تهضمه فيفسد اللهم الا أن يجعل بينهما مهلة والأولى في مثل هذه الحالة أن يقدم الغليظ قليلا قليلا فان المعدة حينئذ لا تجبن عن اللطيف وإذا أفرط الاكل في القلى أو خضخض ما في المعدة حركة أو شوشه شرب فليبادر إلى القئ فان فات أو تعذر القئ شرب الماء الحار قليلا قليلا فإنه يحذر الامتلاء ويجلب النعاس فليلق نفسه وينام كما شاء فان لم يغن ذلك أو يتيسر تأمل فان كفت الطبيعة المؤنة بالدفع فيها فنعمت والا أعانها بما يطلق بالرفق أما المحرور فمثل الأطريفل والخلنجين المسهل مخلوطا بشئ من الصعتر المربى وأما المبرود فبمثل الكموني والشهربازاني والتمري المذكور في القراباذين ولإن يمتلئ البدن من الشراب خير من أن يمتلئ من الطعام ومما هو جيد ان يتناول الصبر على مثل هذا الطعام قدر ثلاث حمصات أو يؤخذ نصف درهم صبر ونصف درهم علك الأنباط ودانق بورق ومما هو خفيف حصتان أو ثلاث من علك البطم وربما جعل معه مثله أو أقل منه البورق ومما هو محمود جدا أخذا شئ من الأفثيمون مع شراب وان لم يحصل شئ من ذلك نام نوما طويلا وهجر الغذاء يوما واحدا
166
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 166