responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 165


رياضة متعبة فيفسد ويفسد الأخلاط ومن الناس من يجوز له تناول ما فيه قوة قابضة قبل تناول الطعام وهو صاحب رخاوة المعدة الذي يستعجل نزول طعامه فلا يريث ريث الانهضام ويجب ان يتأمل دائما حال المعدة ومزاجها فمن الناس من يفسد في معدته الغذاء اللطيف السريع الهضم وينهضم فيها القوى البطئ الهضم وهذا هو الانسان الناري المعدة ومنهم من هو بالضد وكل يدبر على مقتضى عادته وللبلدان خواص من الطبائع والأمزجة أمور خارجة من القياس فليحفظ ذلك وليغلب التجربة فيه على القياس فرب غذاء مألوف فيه مضرة ما هو أوفق من الفاضل الغير المألوف ولكل سحنة ومزاج غذاء موافق مشاكل فان أريد تغيرها فإنما يتأتى بالضد ومن الناس من يضره بعض الأطعمة الجيدة المحمودة فليهجره ومن استمرا الأغذية الرديئة فلا يغترر بذلك فإنه سيتولد منه على الأيام أخلاط رديئة ممرضة قتالة وكثيرا ما يرخص لمن في بدنه أخلاط رديئة أن يتوسع في الاكل المحمود وخصوصا إذا لم يحتمل الاسهال لضعفه ومن كان متخلخل البدن سهل التحلل وجب أن يغتذي بالرطب السريع الانهضام على أن الأبدان المتخلخلة أشد احتمالا للأطعمة الغليظة والمختلفة وأبعد من أن يضرها الأسباب الداخلة وأقبل للضرر من الأسباب الخارجة ومن كان متكثرا من اللحوم مترفها فليتعهد القصد فان كان يميل إلى برد من المزاج فعليه بالجوار شنات والاطريفلات وما من شأنه أن ينقى المعدة والأمعاء والجداول القريبة منها وشر الأشياء جمع أغذية مختلفة معا وبعد تطويل الاكل مدة الاكل فيلحق الغذاء الآخر وقد أخذ الأول في الانهضام فلا تتشابه أجزاء الغذاء في الانهضام ويجب أن تعلم أن أوفق الغذاء ألذه لشدة اشتمال المعدة والقوة القابضة عليه إذا كان صالح الجوهر وكانت الأعضاء الرئيسية كلها متصادقة سالمة فهذا هو الشرط فان لم تصح الأمزجة أو تخالفت الأعضاء في أمزجتها وكانت الكبد مخالفة للمعدة مخالفة فوق الطبيعي لم يلتفت إلى ذلك ومن مضار الطعام اللذيذ جدا انه يمكن الاستكثار منه وان أوفق المرات للاكل المشبع أن يأكل يوما وجبة ويوما مرتين بكرة وعشية ويجب أن تراعى العادة في ذلك مراعاة شديدة فان من اعتاد مرتين وجب ضعف ووهنت قوته بل يجب ان كان به ضعف هضم ان يتناول مرتين ويقلل الاكل كل مرة ومن اعتاد الوجبة فثنى عرض له ضعف وكسل واسترخاء فان وقف الغذاء عليه ضعف في مبيته وان تعشى لم يستمر وعرض جشاء حامض وخبث نفس وغثيان ومرارة فم ولين بطن لايراده على المعدة ما لم تألفه وعرض ما يعرض لمن لم يجد هضم غذائه مما ستعرفه من العوارض ومما يعرض له جبن وجزع ووجع في فم المعدة ولذع وبظن ان أمعاءه وأحشاءه معلقة لخلو المعدة وانقباضها إلى نفسها وتقلصها ويبول بولا محرفا ويبرز ابرازا محترقا وربما عرض له برد الأطراف بانصباب المرار إلى المعدة وهذا في مراري الأمزجة أكثر وكذلك في مراري المعدة دون البدن ويفسد نومه ويكون متململا والأبدان التي تجتمع في معدها مرار كثيرة تحتاج إلى تناول مفرق وإلى سرعة تغذو إلى تقديمه قبل الاستحمام وأما غيرهم فيجب أن يرتاضوا ويستحموا ثم يأكلوا أو لا يقدموا الاكل على الاستحمام ومن احتاج إلى أكل مقدم على الرياضة فليأكل من الخبز وحده قدرا يأخذ منه الهضم قبل شروعه في حركته وكما أن الحركة قبل الطعام يجب ان لا تكون ضعيفة كذلك الحركة بعده يجب

165

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست