responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 17


الصفراء إذا احترقت وتحلل لطيفها وهذان القسمان المذكوران بعدها واما السوداء البلغمية فأبطأ ضرر أو أقل رداءة وتترتب هذه الأخلاط الأربعة إذا احترقت في الرداءة فالسوداء أشدها وأشدها غائلة وأسرعها فسادا هو الصفراوية لكنها اقبلها للعلاج واما القسمان الآخران فان الذي هو أشد حموضة أردأ ولكنه إذا تدورك في ابتدائه كان اقبل للعلاج واما الثالث فهو أقل غليانا على الأرض وتشبثا بالأعضاء وأبطأ مدة في انتهائه إلى الاهلاك ولكنه أعصى في التحلل والنضج وقبول الدواء فهذه هي أصناف الأخلاط الطبيعية والفضلية قال جالينوس ولم يصب من زعم أن الخلط الطبيعي هو الدم لا غير وسائر الأخلاط فضول لا يحتاج إليها البتة وذلك لان الدم لو كان وحده هو الخلط الذي يغذو الأعضاء لتشابهت في الأمزجة والقوام ولما كان العظم أصلب من اللحم الا ودمه دم مازجه جوهر صلب سوداوي ولما كان الدماغ ألين منه الا وان دمه دم مازجه جوهر لين بلغمي والدم نفسه تجده مخالطا لسائر الأخلاط فينفصل عنها عند اخراجه وتقريره في الاناء بين يدي الحس إلى جزء كالرغوة هو الصفراء وجزء كبياض البيض هو البلغم وجزء كالثفل والعكر هو السوداء وجزء مائي هو المائية التي يندفع فضلها في البول والمائية ليست من الأخلاط لان المائية هي من المشروب الذي لا يغذو وانما الحاجة إليها لترقق الغذاء وتنفذه واما الخلط فهو من المأكول والمشروب الغاذي ومعنى قولنا غاذ أي هو بالقوة شبيه بالبدن والذي هو بالقوة شبيه بدن الانسان هو جسم ممتزج لا بسيط والماء هو بسيط ومن الناس من يظن أن قوة البدن تابعة لكثرة الدم وضعفه تابع لقلته وليس كذلك بل المعتبر حال رزء البدن منه أي حال صلاحه ومن الناس من يظن أن الأخلاط إذا زادت أو نقصت بعد أن تكون على النسبة التي يقتضيها بدن الانسان في مقادير بعضها عند بعض فان الصحة محفوظة وليس كذلك بل يجب أن يكون لكل واحد من الأخلاط مع ذلك تقدير في الكم محفوظ ليس بالقياس إلى خلط آخر بل في نفسه مع حفظ التقدير الذي بالقياس إلى غيره وقد بقى في أمور الأخلاط مباحث ليست تليق بالأطباء ان يبحثوا فيها إذ ليست من صناعتهم بل بالحكماء فأعرضنا عنها * ( الفصل الثاني في كيفية تولد الأخلاط ) * فاعلم أن الغذاء له انهضام ما بالمضغ وذلك بسبب أن سطح الفم متصل بسطح المعدة بل كأنهما سطح واحد وفيه منه قوة هاضمة فإذا لاقى الممضوغ أحاله إحالة ما ويعينه على ذلك الريق المستفيد بالنضج الواقع فيه حرارة غريزية ولذلك ما كانت الحنطة الممضوغة تفعل من انضاج الدماميل والخراجات ما لا تفعله المدقوقة بالماء والمطبوخة فيه قالوا والدليل على أن الممضوغ قديدا فيه شئ من النضج انه لا يوجد فيه الطعم الأول ولا رائحته الأولى ثم إذا ورد على المعدة انهضم الانهضام التام لا بحرارة المعدة وحدها بل بحرارة ما يطيف بها أيضا اما من ذات اليمين فالكبد واما من ذات اليسار فالطحال فان الطحال قد يسخن لا بجوهره بل بالشرايين والأوردة الكثيرة التي فيه واما من قدام فبالثرب الشحمي القابل للحرارة سريعا بسبب الشحم المؤديها إلى المعدة واما من فوق فالقلب بتوسط تسخينه للحجاب فإذا انهضم الغذاء أولا صار بذاته في كثير من الحيوان وبمعونة ما يخالطه من المشروب في أكثرها كيلوسا وهو جوهر

17

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست