responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 16


الخضرة واما الزنجاري فيشبه ان يكون متولدا من الكراثي إذا اشتد احتراقه حتى فنيت رطوباته واخذ يضرب إلى البياض لتجففه فان الحرارة تحدث أولا في الجسم الرطب سوادا ثم يسلخ عنه السواد إذا جعلت تفنى رطوبته وإذا أفرطت في ذلك بيضته تأمل هذا في الحطب يتفحم أولا ثم يترمد وذلك لان الحرارة تفعل في الرطب سوادا وفى ضده بياضا والبرودة تفعل في الرطب بياضا وفى ضده سوادا وهذان الحكمان منى في الكراثي والزنجاري تخمين وهذا النوع الزنجاري أسخن أنواع الصفراء وأردؤها وأقتلها ويقال انه من جوهر السموم واما السوداء فمنها ما هو طبيعي ومنها فضل غير طبيعي والطبيعي دردى الدم المحمود وثفله وعكره وطعمه بين حلاوة وعفوصة وإذا تولد في الكبد توزع إلى قسمين فقسم منه ينفذ مع الدم وقسم يتوجه نحو الطحال والقسم النافذ منه مع الدم ينفذ لضرورة ومنفعة اما الضرورة فليختلط بالدم بالمقدار الواجب في تغذية عضو عضو من الأعضاء التي يجب ان يقع في مزاجها جزء صالح من السوداء مثل العظام وأما المنفعة فهي انه يشد الدم ويقويه ويكثفه ويمنعه من التحلل والقسم النافذ منه إلى الطحال وهو ما استغنى عنه الدم ينفذ أيضا لضرورة ومنفعة أما الضرورة فاما بحسب البدن كله وهي التنقية عن الفضل واما بحسب عضو وهي تغذية الطحال وما المنفعة فإنما تقع عند تحللها إلى فم المعدة وتلك المنفعة على وجهين أحدهما أنها تشد فم المعدة وتكثفه وتقويه والثاني أنها تدغدغ فم المعدة بالحموضة فتنبه على الجوع وتحرك الشهوة واعلم أن الصفراء المتحلبة إلى المرارة هي ما يستغنى عنه الدم والمتحلبة عن المرارة هي ما تستغنى عنه المرارة وكذلك السوداء المتحلبة إلى الطحال هي ما يستغنى عنه الدم والمتحلبة عن الطحال هي ما يستغنى عنه الطحال وكما أن تلك الصفراء الأخيرة تنبه القوة الدافعة من أسفل كذلك هذه السوداء الأخيرة تنبه القوة الجاذبة من فوق فتبارك الله أحسن الخالقين وأحكم الحاكمين وأما السوداء الغير الطبيعية فهي ما ليس على سبيل الرسوب والتقلية بل على سبيل الرمادية و الاحتراق فان الأشياء الرطبة المخالطة للأرضية تتميز الأرضية منها على وجهين اما على جهة الرسوب ومثل هذا الدم هو السوداء الطبيعي واما على جهة الاحتراق بأن يتحلل اللطيف ويبقى الكثيف ومثل هذا الدم والاخلاط هو السوداء الفضلية وتسمى المرة السوداء وانما لم يكن الرسوب الا للدم لان البلغم للزوجته لا يرسب عنه شئ كالثفل ( 3 ) والصفراء للطافتها وقلة الأرضية فيها ولدوام حركتها ولقلة مقدار ما يتميز منها عن الدم في البدن لا يرسب منها شئ يعتد به وإذا تميز لم يلبث ان يعفن أو يندفع وإذا عفن تحلل لطيفه وبقى كثيفة سوداء احتراقية لا رسوبية والسوداء الفضلية منها ما هو رماد الصفراء وحراقتها وهو مر والفرق بينه وبين الصفراء التي سميناها محترقة هو ان تلك الصفراء يخالطها هذا الرماد واما هذا فهو رماد متميز بنفسه تحلل لطيفه ومنها ما هو رماد البلغم وحراقته فان كان البلغم لطيفا جدا مائيا فان رماديته تكون إلى الملوحة والا كانت إلى حموضة أو عفوصة ومنها ما هو رماد الدم وحراقته وهذا مالح إلى حلاوة يسيرة ومنها ما هو رماد السوداء الطبيعية فان كانت رقيقة كان رمادها وحراقتها شديدة الحموضة كالخل يغلى على وجه الأرض حامض الريح ينفر عنه الذباب ونحوه وان كانت غليظة كانت أقل حموضة ومع شئ من العفوصة والمرارة فأصناف السوداء الرديئة ثلاثة

16

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست