responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 18


سيال شبيه بماء الكشك الثخين أو ماء الشعير ملاسة وبياضا ثم انه بعد ذلك ينجذب لطيفه من المعدة ومن الأمعاء أيضا فيندفع من طريق العروق المسماة ماساريقا وهي عروق دقاق صلاب متصلة بالامعاء كلها فإذا اندفع فيها صار إلى العرق المسمى باب الكبد ونفذ في الكبد في اجزاء وفروع للباب داخلة متصغرة مضائلة كالشعر ملاقية لفوهات اجزاء أصول العرق الطالع من حدبة الكبد ولن تنفذه في تلك المضايق فينا الأفضل مزاج من الماء المشروب فوق المحتاج إليه للبدن فإذا تفرق في ليف هذه العروق صار كأن الكبد بكليتها ملاقية لكلية هذا الكيلوس وكان لذلك فعلها فيه أشد وأسرع وحينئذ ينطبخ وفى كل انطباخ لمثله شئ كالرغوة وشئ كالرسوب وربما كان معهما اما شئ هو إلى الاحتراق ان أفرط الطبخ أو شئ كالفج ان قصر الطبخ فالرغوة هي الصفراء والرسوب هي السوداء وهما طبيعيان والمحترق لطيفه صفراء رديئة وكثيفة سوداء رديئة غير طبيعيين والفج هو البلغم وأما الشئ المتصفي من هذه الجملة نضيجا فهو الدم الا أنه بعد ما دام في الكبد يكون أرق مما ينبغي لفضل المائية المحتاج إليها للعلة المذكورة ولكن هذا الشئ الذي هو الدم إذا انفصل عن الكبد فكما ينفصل عنه يتصفى أيضا عن المائية الفضلية التي انما احتيج إليها لسبب وقد ارتفع فتنجذب هي عنه في عرق نازل إلى الكليتين ويحمل مع نفسه من الدم ما يكون بكميته وكيفيته صالحا لغذاء الكليتين فيغذو الكليتين الدسومة والدموية من تلك المائية ويندفع باقيها إلى المثانة وإلى الإحليل واما الدم الحسن القوام فيندفع في العرق العظيم الطالع من حدبة الكبد ويسلك في الأوردة المتشعبة منه ثم في جداول الأوردة ثم في سواقي الجداول ثم في رواضع السواقي ثم في العروق الليفية الشعرية ثم يرشح من فوهاتها في الأعضاء بتقدير العزيز العليم فسبب الدم الفاعلي هو حرارة معتدلة وسببه المادي هو المعتدل من الأغذية والأشربة الفاضلة وسببه الصوري النضج الفاضل وسببه التمامي تغذية البدن والصفراء سببها الفاعلي اما الطبيعي منها الذي هو رغوة الدم فحرارة معتدلة وأما المحترقة منها فالحرارة النارية المفرطة وخصوصا في الكبد وسببها المادي هو اللطيف الحار والحلو الدسم والحريف من الأغذية وسببها الصوري مجاوزة النضج إلى الافراط وسببها التمامي الضرورة والمنفعة المذكورتان والبلغم سببه الفاعلي حرارة مقصرة وسببه المادي الغليظ الرطب المزج البارد من الأغذية وسببه الصوري قصور النضج وسببه التمامي ضرورته ومنفعته المذكورتان والسوداء سببها الفاعلي أما الرسوبي منها فحرارة معتدلة وأما المحترق منها فحرارة مجاوز للاعتدال وسببها المادي الشديد الغلظ القليل الرطوبة من الأغذية والحار منها قوى في ذلك وسببها الصوري الثفل المترسب على أحد الوجهين فلا يسيل أولا يتحلل وسببها التمامي ضرورتها ومنفعتها المذكورتان والسوداء تكثر لحرارة الكبد أو لضعف الطحال أو لشدة برد مجمد أو لدوام احتقان أو لأمراض كثرت وطالت فرمدت الأخلاط وإذا كثرت السوداء ووقفت بين المعدة والكبد قل معها تولد الدم والاخلاط الجيدة فقل الدم ويجب أن تعلم أن الحرارة والبرودة سببان لتولد الأخلاط مع سائر الأسباب لكن الحرارة المعتدلة تولد الدم والمفرطة تولد الصفراء والمفرطة جدا تولد السوداء بفرط الاحتراق والبرودة تولد البلغم

18

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست