نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 80
الحمل ينقلب كيانه انقلابا تاما أثناء الحمل . . ويتضاعف حجمه أكثر من ثلاثة آلاف مرة . . بينما يتضاعف وزنه بما يحمله في أحشائه مئات المرات . فإذا ما بلغ الحمل نهايته أو قدر الله له أن لا يتم واخرج الجنين بالولادة أو السقط . . فإن الرحم يعود ادراجه خلال فترة النفاس إلى ما عليه كان . . يعود صغير الحجم لا يتسع لأكثر من ميليلترين خفيف الوزن لا يزيد عن خمسين جراما . . لا يبلغ طوله أكثر من ثلاث بوصات ولا يخرج من وسط الحوض . . بعد أن ملا تجويف البطن من القص إلى العانة . . وبعد أن هز كيان المرأة بأكمله . . يعود الرحم ويعود جسم المرأة إلى سابق عهده . . ويعود إلى الدورة الشهرية لا يكل منها ولا يني . . إلا ليخرج إلى دورة جديدة من دورات الحمل والولادة . . حتى إذا بلغ الكتاب أجله وآن للرحم وللمرأة أن تستريح من هذا العناء قيل للرحم أضمر فيضمر . . وقيل للمبيض توقف عن افراز بويضاتك فيتوقف . . ولا ترسل هرموناتك المهيجة للأنوثة ولا تلك المختصة بالحمل والأمومة . . فقد آن لهذه المسكينة أن تأخذ حظها من الراحة بعد فترة طويلة شاقة من العمل والكد بلغت أربعين عاما أو تكاد . . فيسمع المبيض ويطيع . ويضمر الرحم ويعود أدراجه أشبه ما يكون برحم الطفلة . . كذلك يضمر المهبل شيئا فشيئا . . ويتوقف المحيض . . ويعرف ذلك بسن اليأس . . ولا شك أن الانتقال من مرحلة لمرحلة أمر ليس باليسير فالتحول من فترة العمل والانتاج إلى الإحالة على المعاش ليس بالهين على جسم المرأة وكيانها . . فيصحب ذلك تغييرات نفسية وجسدية ولكنها سرعان ما تزول بعد أن تستقر في مرحلتها الجديدة . . الا ترى معي إلى هذه التغييرات العجيبة في الرحم وفي كيان المرأة بأكمله من يوم إلى يوم ومن فترة إلى فترة . . ومن مرحلة في العمر إلى مرحلة . .
80
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 80