نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 81
ان رحم الطفلة يختلف كل الاختلاف عن رحم الأنثى البالغة . . ورحم الأنثى البالغة يتغير شكله وقوامه وتركيبه يوما بعد يوم أثناء الدورة الشهرية . . فإذا حملت المرأة وقع التغيير الأعظم حتى يبلغ غايته التي لا غاية بعدها . . ثم يعود أدراجه بعد الولادة إلى ما عليه كان . . فإذا ما مضت السنون والأعوام وتصرمت الليالي والأيام وانتهت حياة المرأة التناسلية بدأت جميع هذه الأعضاء في الضمور . . عودا على بدء . . * ( كما بدأكم تعودون ) * . وهكذا ترى الرحم يزيد ويغيض يوما بعد يوما ومرحلة بعد مرحلة . . وصدق الله العظيم حيث يقول : * ( الله يعلم ما تحمل كل أثنى . . وما تغيض الأرحام وما تزداد . . وكل شئ عنده بمقدار ) * . وقد اقتصرنا في القول على أنثى الانسان . . والآية بعد ذاك أوسع وأشمل ليدخل في مدلولها كل أنثى من نبات أو حيوان كبير أو صغير . . وكل رحم من الأرحام سواء كان رحم المرأة أو رحم الحيوانات . . وختام الآية لا يمكن شرحه في مجلدات . . فكل شئ عنده بمقدار من الذرة إلى المجرة . . من النطفة إلى الانسان ومن الجماد الساكن إلى النبات اليانع إلى الانسان الناطق . . كل شئ بمقدار . . وكل شئ فيه في مكانه المقدر له وفي وظيفته المنوطة بها . . . * ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ) * وجميع المخلوقات في قبضته وتحت ارادته * ( الشمس والقمر بحسبان . . والنجم والشجر يسجدان ) * وكل الكون ساجد له مسبح بحمده . . * ( وإن من شئ الا يسبح بحمده . . ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) * * ( أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون . ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون . يخافون ربهم من فوقهم . ويفعلون ما يؤمرون ) * النحل . . وما يشذ عن هذه القاعدة في هذا الكون العريض إلا جانب واحد من جوانب الانسان . . المنوط به ايمانه وكفره . . وهو في ذلك يضاد طبيعته
81
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 81