نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 307
صغيرة وكبيرة في الرحم وفي غيره . * ( إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله . . ان الله لطيف خبير ) * [1] * ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو . . ويعلم ما في البر والبحر . . وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ) * [2] . فعلم الله سبحانه وتعالى شامل لما في الرحم من ذكورة وأنوثة . . ومن طول وقصر . . ومن صفات وملامح وشيات . ومن طبائع موروثة . . وأخرى ستكتسب فيما يقبل من الأيام . . بل إن الملك الموكل بالرحم يعلم ذلك ويكتبه كما مر معنا في الأحاديث النبوية الشريفة . . ويعلم ذلك مجملا في نهاية الأربعين الأولى من عمر النطفة ثم يعلمها مفصلة في نهاية مرحلة المضغة . . ويكتب ذلك بين عينيه حتى النكبة ينكبها . . ويكتب أربع كلمات : " رزقه - وأجله - وعمله - وشقي أم سعيد " . تلك التفاصيل الهائلة سقط أم تمام . . مشوه الخلق أم سليمها . ناقص الأطراف مبتورها أم كاملها . . بعين واحدة أم بعينين . بشفة مبتورة شرماء أم كاملة . . سقف حنكه تام أم ناقص . . قلبه سليم التكوين أم به عيوب خلقية وما أكثرها جهازه ، العصبي . . دماغه وأعصابه مساراتها المختلفة . . عضلاته . . وأسرارها . . جلده وما يحمله . . شرايينه وأوردته ومجاريها . . غدده المختلفة . . الخ الخ . . . حتى الجسيمات الملونة ( الكروموسومات ) وما تحمله كل خلية من أسرار وأسرار . . من أسرار الوراثة وأسرار البروتينات . . وأسرار الأنوية . . وأسرار التكوين . . ثم بعد ذلك أسرار الروح . . وأسرار النفخة الكريمة التي اختص بها الانسان ؟ . . ترى من يعلم كل ذلك . . من غير الله . . . ؟ فإذا عرفنا نوعية الجنين ذكرا أو أنثى فتلك معرفة ناقصة مبتورة . . ومع هذا يمكن أن تخطئ . . يمكن أن تكون الأعضاء الظاهرة لأنثى وتكون الغدة التناسلية لذكر . .