responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 147


والمثال امامنا واضح في عالم الناسلات والجينات . . كلمات من كلمات الله المبثوثة في الكون على اتساعه . . تتناغم حروف ثلاثة ( ثلاثة قواعد أمينية ) لتكون كلمة . . وتحت الكلمة أسرار وأسرار . . صفات وصفات . . صفات جسدية وصفات نفسية وصفات سلوكية . . وتحت الكلمة معامل ومعامل لا تتسع لها معامل الأرض بأكملها [1] . . ثم تنتقل الصفات وتنتقل الكلمات عبر الحيوانات المنوية وعبر البويضات من الآباء والأمهات إلى الأبناء والبنات جيلا بعد جيل وأمة بعد أمة . . تحفظ الجنس الانساني على ظهر الأرض . . وتخرج من جاء أوان ظهوره إلى عالم الظهور وتخفي من أمرت بستره في عالم الكمون . . حتى يحين وقت ظهوره وأوان بروزه . .
والانسان هو الانسان من آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومع ذلك فالفرق بين الانسان والانسان لا يمكن حصره . . لا في الصفات الجسمية ولا في القدرات العقلية ولا في المدارك الفكرية ولا في السمات الخلقية . . انه



[1] ويروى عن الإمام علي قوله في هذا المعنى : تحسب أنك جسم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر . * إن هذه الأحاديث الشريفة وغيرها قد توهم الجبر وأن ليس للانسان أي إرادة في عمل الخير أو الشر والصحيح غير ذلك . فقد قال تعالى " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " . . وقال تعالى " وهديناه النجدين " أي الطريقين طريق الخير والشر وقال سبحانه وتعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " " كل نفس بما كسبت رهينة " " ولا تزر وازرة وزر أخرى " . وذلك لا يناقض أن ما سيفعله الانسان مسجل مكتوب قبل ولادته بل قبل أن يخلق الكون . . لان ذلك كله في علم الله سبحانه وتعالى . . وعلم الله محيط شامل بما كان وبما سيكون ومنذ الأزل والى الأبد . . وشاءت قدرته تعالى أن تعطي الانسان قدرا محدودا من الاختيار والإرادة يناط بهما الثواب والعقاب . . وفي جسم الانسان نفسه دليل على ذلك . فعضلاته وجهازه العصبي ينقسم إلى قسمين جزء إرادي يتمثل في العضلات الإرادية والأعصاب الإرادية التي تتحكم في الحركات الظاهرة لليدين والرجلين والوجه بما يشمله . . وقسم غير إرادي يتمثل في عضلة القلب التي تستمر في النبض منذ كان الانسان مضغة في الأسبوع الثالث من عمر الجنين حتى الوفاة دون توقف في ليل أو نهار . . ولو توقف لانتهت حياة الانسان . . ويتمثل كذلك في عضلات الجهاز الهضمي من البلعوم إلى المستقيم كما يتمثل في الجهاز التنفسي وعضلاته . . والجهاز الدوري وعضلاته والجهاز البولي وعضلاته ما عدا عضلات الاخراج الإرادية . . ولا تناقض في ذلك فالجزء الإرادي مكمل للجزء غير الإرادي ولو دخلت في عمل القلب أو الرئتين أو الجهاز الدوري أو الهضمي لأفسدته أيما إفساد . وكل له مجاله .

147

نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست