responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 159


ما يسره ويفرحه ويقوى نفسه ، كيف تقوى الطبيعة على دفع المرض الحسى . فحصول هذا الشفاء للقلب أولى وأحرى .
ثم إذا قابلت بين ضيق الكرب وسعة هذه الأوصاف - التي تضمنها دعاء الكرب - :
وجدته في غاية المناسبة لتفريج هذا الضيق ، وخروج القلب منه إلى سعة البهجة والسرور .
وهذه الأمور إنما يصدق بها من أشرقت فيه أنوارها ، وباشر قلبه حقائقها .
وفى تأثير قوله : " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " - في دفع هذا الداء - مناسبة بديعة . فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها ، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الافعال . ولهذا كان اسم الله الأعظم - الذي إذا دعى به أجاب ، وإذا سئل به أعطى - هو : اسم الحي القيوم . والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام . ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة : لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ، ولا شئ من الآفات . ونقصان الحياة - يضر [1] بالافعال ، وينافى ( 1 ) القيومية . فكمال القيومية لكمال الحياة . فالحي المطلق التام لا يفوته ( صفة ) ( 2 ) الكمال البتة ، والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة . فالتوسل بصفة الحياة والقومية ، له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ، ويضر بالافعال .
ونظير هذا توسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه - بربوبيته لجبريل وميكائيل وإسرافيل - :
أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه . فإن حياة القلب بالهداية ، وقد وكل الله سبحانه هؤلاء الاملاك الثلاثة بالحياة : فجبريل موكل بالوحي الذي هو حياة القلوب ، وميكائيل بالقطر الذي هو حياة الأبدان والحيوان ، وإسرافيل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم وعود الأرواح إلى أجسادها . فالتوسل إليه سبحانه ، بربوبيته ( 3 ) هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة ، له تأثير في حصول المطلوب .
والمقصود : أن لاسم الحي القيوم تأثيرا خاصا في إجابة الدعوات ، وكشف الكربات .



[1] كذا بالزاد 130 . وفى الأصل : " تضر . . وتنافى " ، وهو تصحيف . ( 2 ) زيادة عن الزاد . ( 3 ) كذا بالأصل . وهو الظاهر أو الأولى . وفى الزاد : بربوبية .

159

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست