نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 160
وفى السنن وصحيح أبى حاتم مرفوعا : " اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : ( وإلهكم إله واحد ، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) ، وفاتحة آل عمران : ( ألم ؟ ؟ . الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) " . قال الترمذي : حديث صحيح . وفى السنن وصحيح ابن حبان أيضا - من حديث أنس - : " أن رجلا دعا ، فقال اللهم ، إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا حي يا قيوم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد دعا الله باسمه الأعظم : الذي إذا دعى به أجاب ، وإذا سئل به أعطى " . ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا اجتهد في الدعاء ، قال : يا حي يا قيوم . وفى قوله : " اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت " - : من تحقيق الرجاء لمن الخير كله بيديه ، والاعتماد عليه وحده ، وتفويض الامر إليه ، والتضرع إليه : أن يتولى إصلاح شأنه ، ولا يكله إلى نفسه ، والتوسل إليه بتوحيده . - ما [1] له تأثير قوى في دفع هذا الداء . وكذلك قوله : " الله ربى لا أشرك به شيئا " . وأما حديث ابن مسعود : " اللهم إني عبدك ابن [2] عبدك " . ففيه : من المعارف الإلهية ، وأسرار العبودية ، مالا يتسع له كتاب . فإنه يتضمن الاعتراف بعبوديته وعبودية آبائه وأمهاته ، وأن ناصيته بيده يصرفها كيف يشاء ، فلا يملك العبد دونه لنفسه ، نفعا ولا ضرا ، ولا موتا ولا حياة ، ولا نشورا . لان من ناصيته بيد غيره : فليس إليه شئ من أمره ، بل هو عان في قبضته ، ذليل تحت سلطان قهره . وقوله : " ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك " . متضمن لأصلين عظيمين ، عليهما مدار التوحيد : ( أحدهما ) إثبات القدر وأن أحكام الرب تعالى نافذة في عبده ، ماضية فيه ، لا انفكاك له عنها ، ولا حيلة له في دفعها .
[1] بالأصل والزاد : مما ! [2] كذا بالأصل . وهو موافق لما تقدم ( ص 154 ) . وفى الزاد : وابن .
160
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 160