responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 15


النار . وكل هذه النارية حدثت عند الاختلاط . وذلك يبطل ما قررتموه في القسم الأول أيضا .
قال المنكرون : نحن لا ننكر أن تكون المصاكة [1] الشديدة محدثة للنار ، كما في ضرب الحجارة على الحديد ، أو تكون قوة تسخين الشمس محدثة للنار ، كما في البلورة . لكنا نستبعد ذلك جدا في أجرام النبات والحيوان : إذ ليس في أجرامها من الاصطكاك ما يوجب حدوث النار ، ولا فيها من الصفاء والصقال ما يبلغ إلى حد البلورة .
كيف : وشعاع الشمس يقع على ظاهرها ، فلا نتولد النار البتة ؟ ! . فالشعاع الذي يصل إلى باطنها كيف يولد النار ؟ ! .
( الوجه الثاني في أصل المسألة ) : أن الأطباء مجمعون على أن الشراب العتيق في غاية السخونة بالطبع ، فلو كانت تلك السخونة بسبب الأجزء النارية : لكانت محالا . إذ تلك الأجزاء النارية مع حقارتها ، كيف يعقل بقاؤها في الاجزاء المائية الغالبة دهرا طويلا ، بحيث لا تنطفئ ؟ ! مع أنا نرى النار العظيمة تطفأ بالماء القليل .
( الوجه الثالث ) : أنه لو كان في الحيوان والنبات جزء ناري بالفعل ، لكان مغلوبا بالجزء المائي الذي فيه ، وكان الجزء الناري مقهورا به ، وغلبة بعض الطبائع والعناصر على بعض ، يقتضى انقلاب طبيعة المغلوب إلى طبيعة الغالب . فكان يلزم بالضرورة انقلاب تلك الأجزاء النارية القليلة جدا ، إلى طبيعة الماء الذي هو ضد النار .
( الوجه الرابع ) : أن الله سبحانه وتعالى ذكر خلق الانسان في كتابه ، في مواضع متعددة ، يخبر في بعضها : أنه خلقه من ماء ، وفى بعضها : أنه خلقه من تراب ، وفى بعضها :
أنه خلقه من المركب منهما ، وهو : الطين ، وفى بعضها : أنه خلق من صلصال كالفخار ، وهو : الطين الذي ضربته الشمس والريح حتى صار صلصالا كالفخار . ولم يخبر في موضع واحد : أنه خلقه من نار ، بل جعل ذلك خاصية إبليس .



[1] المصاكة مفاعلة من الصك . وهى : المصادمة . اه‌ ق .

15

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست