responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 124


وأما غيره من الأدوية المحرمة ، فنوعان : ( أحدهما ) : تعافه النفس ، ولا تنبعث لمساعدته الطبيعة على دفع المرض . كالسموم ولحوم الأفاعي ، وغيرها : من المستقذرات . فيبقى كلا على الطبيعة مثقلا لها ، فيصير حينئذ داء لا دواء . ( والثاني ) : مالا تعافه النفس ، كالشراب الذي تستعمله الحوامل مثلا . فهذا ضرره أكثر من نفعه . والعقل يقضى بتحريم ذلك .
فالعقل والفطرة مطابق للشرع في ذلك .
وههنا سر لطيف في كون المحرمات لا يستشفى بها : فإن شرط الشفاء بالدواء ، تلقيه بالقبول واعتقاد منفعته ، وما جعل الله فيه من بركة الشفاء . فإن النافع هو المبارك ، وأنفع الأشياء أبركها ، والمبارك من الناس أينما كان ، هو : الذي ينتفع به حيث حل . ومعلوم أن اعتقاد المسلم تحريم هذه العين ، مما يحول بينه وبين اعتقاد بركتها ومنفعتها وبين حسن ظنه بها ، وتلقى طبعه لها بالقبول . بل كلما كان العبد أعظم إيمانا : كان أكره لها ، وأسوأ اعتقادا فيها ، وطبعه أكره شئ لها . فإذا تناولها في هذه الحال : كانت داء له لا دواء ، إلا أن يزول اعتقاد الخبث فيها ، وسوء الظن والكراهة لها بالمحبة . وهذا ينافي الايمان . فلا يتناولها المؤمن قط إلا على وجه داء . والله أعلم .
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج القمل الذي في الرأس وإزالته في الصحيحين عن كعب بن عجرة ، قال " كان بي أذى من رأسي ، فحملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - والقمل يتناثر على وجهي - فقال : ما كنت أرى الجهد قد بلغ بك ما أرى " ، وفى رواية : " فأمره : أن يحلق رأسه ، وأن يطعم فرقا بين ستة ، أو يهدى شاة ، أو يصوم ثلاثة أيام [1] " .
القمل يتولد في الرأس والبدن من شيئين : خارج عن البدن ، وداخل فيه . فالخارج : الوسخ والدنس المركب في سطح الجسد . والثاني : من خلط ردئ عفن ، تدفعه الطبيعة بين الجلد .



[1] كان ذلك في الحج . والحديث أخرجه أيضا أحمد اه‌ ق

124

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست