responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 93


قبل أن هذا اللحم في طبيعته ضيق العروق جدا ، قليل الدم ، كثير الشحم ، فإذا كان صغيرا كان البلغم على مزاجه أغلب . ولذلك وجب أن لا يقربه أحد إلا عند الاضطرار ، بعد أن يكون مزاجه محرورا جافا حسن القوة جدا . ولم يقنع بهذا القول ، حتى قال : ويكون مع ذلك كثير التعب دائم الرياضة .
وأما السن الثاني من الحيوان ، أعني الحولي الكائن بعد في النمو ، فإنه أقل رطوبة ولزوجة مما كان في الرضاع ، ذلك لبعده من رطوبة الرحم واللبن جميعا . ولذلك صار أصلب لحما وأقل فضولا وأعدل غذاء . من ذلك صار أسرع انهضاما وأبعد انحلالا من الأعضاء وبخاصة متى كان من حيوان أرطب بالطبع مثل الضأن ، لان الغذاء المتولد عنه يكون معتدلا متوسطا بين الرطوبة واليبس ، من قبل أن رطوبة مزاجه تعتدل بتنشؤ سنه . لذلك صار موافقا لمن لم يكن شابا ولا قوي البدن ولا كثير التعب .
ولمثنيساوس في هذا قول قال فيه : إن أوفق ما كان لحم الضأن من بعد انقطاع اللبن من ولادة حيوانه وقت إدراكه وطلبه النزو [1] . فإن كان هذا السن من الحيوان أيبس بالطبع كان لحمه أغلظ وأعسر انهضاما لما فيه من زيادة اليبس قليلا . ولذلك صار النامي من البقر ، وبعده الماعز ، أقرب إلى الذم منه إلى الحمد .
وأما السن الثالث ، أعني الفتي ، فإن اليبس أغلب على مزاجه كثيرا ، ولذلك صار لحمه أصلب وأغلظ وأعسر انهضاما ، إلا أنه إذا انهضم في المعدة والكبد جميعا ، كان الغذاء المتولد عنه كثيرا ، قويا ، قليل الفضول جدا ، بعيد الانحلال من الأعضاء ، ذلك لقلة رطوبته وبعده من اللزوجة . ولذلك صار ، متى كان من حيوان أرطب بالطبع ، غذاء من استمرأه من الشباب وأصحاب الرياضة والتعب غذاء كثيرا قويا بعيد الانحلال من الأعضاء جدا . ولذلك صار لحم الفتي من الضأن ، على غلظ رطوبته ، متى انهضم كان أبعد انحلالا من الأعضاء وصار ، لقوة الأعضاء وشدتها ، أفضل منه في حفظ الصحة ودوامها . وإن كان من حيوان أيبس بالطبع ، كان غذاؤه مذموما جدا لاجتماع اليبس فيه من الجهتين جميعا : من سنه ومن مزاجه النوعي . ولذلك صار الفتي من الماعز والبقر مذموما جدا ، لأنه أصلب لحما وأعسر انهضاما . وإذا انهضم ولد دما غليظا سوداويا .
وأما السن الرابع ، أعني الهرم ، فإنه من كل حيوان مذموم جدا لا يجب استعماله دائما . وذلك لجهتين : إحداهما : ضعف حرارته الغريزية بالطبع وقربها من الانطفاء ، والثانية : أن لحمه أكثر اللحمان يبسا وجفافا ، ذلك لقرب رطوبته الغريزية من الفناء . ولهذا صار لحمه جافا عصبيا . ولذلك صار أبعد الأسنان [2] من الاستحالة والانهضام حتى لا يكاد أن يقبل النضج أصلا . ومن قبل ذلك صار دمه مذموم الغذاء جدا ، وبخاصة متى كان من حيوان في طبيعته جافا يابسا مثل البقر وبعده الماعز ، لان الذم يلحقهما



[1] نزا نزوا الذكر على الأنثى : سفدها .
[2] واحدها السن : العم .

93

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست