نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 92
الفتي من الضأن ، كان أفضل مما كان من حيوان أبرد مثل غيره ، لان هذا الأخير أقل الحيوان حرارة وأكثرها رطوبة . ولذلك نسبته الأوائل إلى برودة الزيت الانفاق ، ولهذه الجهة صار غليظا بطئ الانهضام عسير النفوذ في العروق من قبل أن كثرة الرطوبة تحتاج إلى حرارة تعين على هضمها وتطرق لها ، وإلا تفججت وعسر انهضامها . وأما اختلاف غذاء الحيوان من قبل سنه فيكون على أربعة ضروب : لان منه الصغير جدا مثل الرضيع القريب العهد بالولادة ، ومنه الفتي البعيد من الولادة إلا أنه بعد في النشوء أعني الحولي ، ومنه الفتي الذي قد انتهى في النمو ، ومنه الهرم الطاعن في السن . فأما السن الأول : أعني الرضيع ، فلحمه أرطب وألين ، ولذلك صار مخصوصا بزلق المعدة وإطلاق البطن وتوليد الدم البلغماني الكثير الفضول ، إلا أن يكون من حيوان أيبس بالطبع مثل البقر وبعده الماعز ، فإن رطوبة سنه وقربه من اللبن يعدل يبس مزاجه النوعي ، فيقل فساده ويحسن غذاؤه ويصير فاضلا محمودا كما بينا مرارا حيث قلنا أن الرضيع من الماعز والبقر أحمد اللحمان وأفضلها غذاء لان الغذاء المتولد عنها في غاية الجودة وحسن الاستمراء ، وبخاصة متى كان رضاعها من لبن محمود ، فما يتولد عنه من الغذاء أحمد وأفضل . ولمثينساوس الأثيني في هذا قول قال فيه : إن الجداء والعجول متى كان رضاعها من لبن أجود ، كان لحمها أفضل لأنه يكون أنعم وألذ ، من قبل أن قوة اللبن باقية فيه بعد ، ولذلك صار كلما طال شرب الحيوان اللبن ، كان لحمه أعذب وغذاؤه أفضل وأجود وانهضامه أسرع . غير أن الجداء فيما ذكرنا ، أخص وأوجد [1] وإليه أسبق . ولذلك صار دمه ألطف وغذاؤه لجميع الناس أوفق ، وبخاصة للناقهين [2] من الأمراض . فأما لحم العجول فيختلف عن ذلك قليلا ، لان الدم المتولد عنها أغلظ مما نحتاج إليه ، من قبل أن البقر في طبيعته أغلظ لحما وأبعد انهضاما . ولهذه الجهة صار لحم العجول ، وإن كان في ذاته محمودا ، غير موافق للناقهين من الأمراض لان أعضاءهم تضعف عن هضم شئ فيه غلظ . وإن كان الحيوان الرضيع من حيوان هو أرطب بالطبع ، كان مذموما جدا لان الرطوبة قد اجتمعت له من جهتين : من سنه ومن طبيعته . ولذلك اكتسب لزوجة وغلظا وصار عسير الانهضام فاسد الغذاء ، لأنه يولد فيمن كان مزاجه مرطوبا رطوبة بلغمانية لزجة ، وفيمن كان مزاجه يابسا ، بخارات قوية قريبة من الدخانية . ولذلك صار صغار ذوات اللحم البارد وبعدها الرضيع من الضأن مذمومة الغذاء جدا ، وإن كانت الأولى أخص بذلك كثيرا ، من قبل قلة حرارتها بالطبع ، وغلبة اللزوجة على رطوبتها . ولهذا وجب أن تتوقى وتحذر دائما . ولذلك قال مثنيساوس الأثيني : أن بارد اللحم لا خير في غذائه إذا كان [3] رضيعا . وللفاضل أبقراط في هذا النوع من اللحم قول [4] قال فيه : إنه أعسر انهضاما وأغلظ من لحم الفتي منه . من
[1] هنا بمعنى أقوى وأشد . أو هو يريد ( وأجود ) فوقع في التصحيف . [2] نقه من مرضه : صح ولم يرجع إليه كمال صحته وقوته . [3] في الهامش : ( ما دام ) . [4] في الأصل : قولا .
92
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 92