responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 87


والثانية : أنه ، لقلة حركته ودوام سكوته ، ضاقت مسام بدنه وقل ما يتحلل منها من الرطوبات الغليظة . ولذلك استرخى لحمه ولان ورطب وسهل نفوذ الغذاء المتولد عنه في العروق بسرعة .
والثالثة : أنه ، لكثرة أكله وشربه لامكان المزارع والمراعى والمياه له في كل وقت وزمان ، غزر شحمه وكثرت فضول بدنه .
والرابعة : أنه ، لرطوبة غذائه وكثرة مائيته ، لان لحمه واسترخى ، ويستدل على ذلك من الشاهد لأنه لا يبقى بعد ذبحه إلا اليسير من الوقت حتى يتغير ويفسد .
ولهذه الخواص اللازمة له ، صار غذاؤه محمودا من جهة ومذموما من جهة . أما الجهة التي يحمد لها ، فلانه إذا انهضم في المعدة والكبد جميعا ، كان غذاؤه كثيرا لذيذا سريع النفوذ في العروق والجولان في البدن . وأما الجهة التي يذم منها ، فإنه لكثرة رطوبته ولزوجته صار كثير الفضول بطئ الانهضام في المعدة والكبد جميعا عسير التشبه بالأعضاء ، عسير الانحلال منها . أما بعد تشبهه بالأعضاء فلكثرة رطوبته إذ كان من شأن الرطوبة البعد من الانقلاب إلى الصلابة بسرعة ، من قبل أن الطبيعة تحتاج في نشف الكثير من الرطوبة إلى مدة أطول من المدة التي تحتاج فيها إلى نشف القليل من الرطوبة . وأما قلة بقائه في الأعضاء فلرخاوة رطوبته وسرعة انحلالها .
ولذلك نسبت الأوائل الحيوان الأهلي إلى قلة الغذاء بالعرض ، والحيوان البري إلى كثرة الغذاء بالعرض أيضا ، من قبل أن الحيوان الأهلي ، وإن كان أكثر غذاء بالطبع ، فإن غذاءه [1] لما كان سريع الانحلال من الأعضاء صارت الأعضاء تخلو منه بسرعة وتحتاج إلى غذاء مستأنف ، فيقوم ذلك مقام قلة الغذاء . وأما الحيوان البري فإنه ، وإن كان أقل غذاء بالطبع ، فإن غذاءه ( 1 ) لما كان بطئ الانحلال من الأعضاء لصلابته وبعد انقياده ، طال لبثه في الأعضاء واستغنت عن غذاء مستأنف بسرعة ، فقام ذلك لها مقام كثرة الغذاء . ولذلك صار الحيوان البري أفضل لشدة الأعضاء وقوتها ، والحيوان الأهلي أفضل لبقاء الصحة واستدامتها . إلا أنه ينقسم ثلاثة اقسام ، وذلك أن منه ما مراعاة في المواضع الرطبة الكثيرة المياه ، ومنه ما مرعاه في الجبال والمواضع الجافة القليلة الري ، ومنه ما يعلف ويسمن في المنازل والدور .
فما كان مرعاه في المواضع الرطبة الكثيرة المياه ، كان في جميع ما وصفناه به من كثرة الغذاء وعسر الانهضام في المعدة والكبد جميعا وسرعة نفوذه في العروق وبعد تشبهه بالأعضاء وقلة لبثه فيها أكثر وبه أليق كأنه بذلك أوحد وأخص للأسباب التي قدمنا ذكرها .
وأما ما كان مرعاه في الجبال والمواضع القليلة المياه والري ، فإنه في جميع حالاته متوسط ( 2 )



[1] في الأصل : غذاؤه . ( 2 ) في الأصل : متوسطا .

87

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست