responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 591


عند خروجه من الماء ، لأنه لا يلبث إلا قليلا حتى يفسد ويعفن وينتن ، لان كثرة لزوجته ولعابيته تسد مسام النفس فيه بسرعة فتختنق حرارته الغريزية في باطنه في أسرع مدة ويطفو على المكان . وقد أخبرت ، في المقالة الأولى من كتابي هذا ، بشئ من مثل هذا النوع من السمك شاهدته عيانا ، وذلك أني شاهدت بالغرب بحيرة مستعملها تكون مساحتها مائتي ذراع في مائتين وخمسين ، فكان الماء يخلي فيها في كل عشرة أيام أو عشرين يوما أو أكثر من ذلك ، ولم يكن يخرج منها شئ إلى موضع ، لان مشربها الذي أعد لها للمفرغ كان مسدودا ، ولكن كانوا يسقون منها بالدلاء . فأقامت بذلك خمس سنين أو أكثر حتى كثرت الحمأة فيها ونبت فيها الحشيش ، وتولدت فيها ضفادع كثيرة كبار عظيمة . فلما أرادوا أن ينقوها ، فتحوا ذلك المشرب ، فخرج ذلك الماء وبقي الحشيش والحمأة والضفادع ، ووجدوا فيها سمكا كبيرا سمينا إذا مسه الانسان زلق من يده حتى لا يقدر الانسان أن يمسكه . وإذا أخرج من الماء الذي فيه الحمأة ، مات من ساعته . وشاهدت من طبخ منه شيئا فلم يقدر على أكله ، للعابيته ولزوجته وسهوكته .
ودون هذا السمك في الفساد وبعد الانهضام ورداءة الغذاء سمك البحيرات المنقطعة عن البحر فقط ، لان هذه البحيرات ، وإن كان لا يخرج منها شئ ء إلى البحر فيغسل ماؤها بما يخرج منها ، فإن ما ينصب إليها من الأنهار دائما يلطف ماءها قليلا ويرقه ويطريه ويغير بعض زهومته وسهوكته . وإن كان ذلك ليس مما يزيل عن السمك فساد غذائه وبعد انهضامه جملة ، لكن ينقص قليلا .
وأما سمك البحيرات القريبة من الأنهار والبحر جميعا ، فهو أقل لزوجة وأبعد من الغلظ وأرق من سمك الأنهار اللطاف القريبة من المدن ، لان ماءه الذي يأوي إليه يرق ويلطف بما ينصب إليه من الأنهار ، وينغسل بما يخرج منه إلى البحر إذا كان بين هذين المائين ماء الأنهار اللطاف فرق بين لقوة حركة ماء الأنهار وشدة مده . ولذلك صار سمك الأنهار اللطاف أقل لزوجة وسهوكة وأسرع انهضاما من سمك البحيرات القريبة من الأنهار والبحر جميعا .
وللفاضل أبقراط في السمك قول قال فيه : إن ما كان من سمك البحر يأوي المواضع اللينة الكثيرة الطهر فهو أسمن وأسرع انحدارا ، إلا أنه أعسر انهضاما . وما يأوي من سمك الأنهار القليلة الحركة القريبة من المدن أو البحيرات المتصلة بالبحر والأنهار ، كان أعسر انهضاما من الأول وأسرع انحدارا وأكثر شحما لان أقل السمك رطوبة وأبعده من اللزوجة ما كان بحريا وبعده سمك الأنهار العظام الشديدة المد ، البعيدة من المدن . وأكثر السمك رطوبة ولزوجة وسهوكة سمك البحيرات المنقطعة عن البحر فقط ، وبعده سمك البحيرات المتصلة بالبحر والأنهار ، وسمك الأنهار اللطاف الضعيفة المد القريبة من المدن ، وإن كان هذا السمك أفضل من سمك البحيرات في الجملة . وإذ ذلك كذلك ، فمن البين أنه بحسب نقصان سمك الأنهار عن سمك البحر في اللذاذة وحسن الاستمراء وجودة الجوهر ، كذلك نقصان سمك البحر عن سمك الأنهار في مثل ذلك أيضا . وبعكس ذلك يقال : أنه بحسب

591

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 591
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست