نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 588
من الدم المتولد عن الدراج والفراريج ، فإنه أرقه وألطف من الدم المتولد عن العجول . ولذلك صار لحم الرضيع أوفق للناقهين من الأمراض ، ولحم العجول الرضع والحولي من الضأن لغلظه ‹ أبعد › [1] عن احتمال الناقهين من الأمراض على هضمه ، وذلك لغلظ لحم البقر بالطبع ورطوبة لحم الضأن ولزوجته . وأما السمك اللجي على الحقيقة فمشاكل للسمك الصخري على المجاز في لطافته وقلة لزوجته وجودة الدم المتولد عنه . ولا فرق بينهما إلا في صلابة اللحم وسرعة الانهضام وإبطائه ، من قبل أن السمك الصخري على المجاز أرخى لحما وأسرع انهضاما لصلابة المواضع التي يأوي فيها ومقاومته للحجارة دائما . والسمك اللجي على الحقيقة أصلب لحما وأبطأ انهضاما لرخاوة المواضع التي يأوي فيها وكثرة طينها ولثقها [2] ، وإن كانا جميعا ، بإضافتهما إلى السمك ، أقل لذاذة وأكثر حلاوة وأغلظ ، إلا أن الأسباب الموجبة لذلك فيهما تختلف من قبل أن الموجب لذلك في الصخري على المجاز هو [3] غلظ مائه الذي يأوي فيه وكدورته ووسخه لقربه من فم البحر ومصب الأنهار . والموجب في ذلك للسمك اللجي رخاوة أرضه وكثرة لثقها [4] . ولذلك صار هذا النوع أكثر شحما وأزيد غذاء من قبل أن الغلظ والصلابة أغلب ، فهو إلى الأرضية أميل . وما كان [5] إلى الأرضية أميل ، كان انحلاله من الأعضاء أبعد . وإذا بعد انحلاله من الأعضاء ، طال لبثه فيها واستغنت الأعضاء عن طلب غذاء مستأنف [6] لان ذلك يقوم لها مقام الغذاء . ولذلك شبهت الأوائل الدم المتولد عن هذا النوع من السمك ، أعني السمك اللجي على الحقيقة ، بالدم المتولد عن لحم الدراج والفراريج . ولعل ظانا يظن أن الأوائل إنما شبهت الدم المتولد عن السمك اللجي بدم الدراج والفراريج في جودة جوهره وحسن غذائه لمعرفة فساده ، ذلك من قبل أن الدم المتولد عن لحم الدراج والفراريج هو الدم الغريزي المحمود في كل أحواله الموافق لكل مزاج دم الانسان الطبيعي في اعتدال حرارته ورطوبته . والدم المتولد عن السمك فالرطوبة عليه أغلب والسهوكة والزهومة به أخص ، وإن قل ذلك وكثر في بعض أنواعه دون بعض للأسباب التي بيناها . فإن قال قائل : فلم صار السمك اللجي في مرتبة لحم الدراج والفراريج ؟ وما السبب الموجب لذلك ؟ ومرتبة الدراج والفراريج هي مرتبة التوسط والاعتدال على الحقيقة ، ولم يوجب ذلك في السمك الصخري على الحقيقة ! قلنا له : قد تبين من قولنا أنا لم نصير السمك اللجي في مرتبة التوسط
[1] لعل مع هذه الزيادة يستقيم المعنى . [2] اللثق : الوحل : الماء والطين يختلطان . [3] في الأصل : وهو . والواو زائد . [4] في الأصل : ( ولثقها ) غير منقطة . فالتبست على الناسخ وأشار إلى غموضها . [5] في الأصل : كانت . [6] في الأصل : غذاء مستأنفا .
588
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 588