responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 587


فإن قال قائل : فلم صيرت شوكه أغلظ ليقوى على حمله وإمساكه ؟ قلنا له : إن رطوبة مائه ورخاوته بالطبع منعت من ذلك . ولذلك افتقرت الطباع إلى كثرة الشوك لينوب لها عن غلظه .
وأما السمك البحري فينقسم على ضربين : لان منه ما يعرف باللجي لان تولده في لجج البحار ووسطها [1] . ومنه ما يعرف بالشطي لان تولده في شط البحر وأطرافه . واللجي على ضربين : لان منه ما يتولد في الطين والمواضع اللينة الرخوة ويسمى اللجي على الحقيقة [2] . والشطي على ضربين : لان منه ما يتولد في الطين والحمأة ويأوي المواضع الرخوة والقريبة من مصب الأنهار ويسمى الشطي على الحقيقة . ومنه ما يتولد في الرمل والحصى ويأوي المواضع الصلبة البعيدة من مصب الأنهار ويسمى الصخري على المجاز . وإنما قلنا فيه الصخري على المجاز لأنه ، وإن كان يتولد في الرمل والحصى والمواضع الصلبة ، فإن ماءه الذي يأوي فيه ليس هو على نهاية الصخري على الحقيقة ، ولا على صفائه لقربه من شط البحر وطرفه . فتبين مما قلنا : أن السمك البحري له سهوكة وزهومة ، وأبعده من الغلظ وأسرعه انهضاما وأقربه من تولد الدم المحمود القريب من المشاكلة من مزاج دم الانسان المرطوب ، السمك البحري على الحقيقة ، إلا أنه أبعد انحدارا عن المعدة والأمعاء لقلة لزوجته وبعده من اللعابية . ويدل على ذلك قلة شحمه ولذاذة طعمه وعذوبته وبعده من الحلاوة والسهوكة . ولذلك صار أكثر ملاءمة لمزاج المغتذي به ، لان كل لذيذ ملائم ، وكل مخالف للذاذة فبعده عن الملاءمة بحسب انحرافه عن اللذاذة . ولذلك صار هذا النوع من السمك ألطف أنواع السمك وأرخاها لحما وأسرعها انهضاما وأفضلها لحفظ الصحة . وذلك لسرعة انحلاله من الأعضاء لقلة لزوجته واعتدال الدم المتولد عنه وتوسطه بين الرقة والغلظ ، أعني أنه لا بالرقيق المائي ولا الغليظ الأرضي ، وإن كان أميل إلى الرقة قليلا لغلبة الرطوبة على جملة السمك بالطبع .
فإن عارضنا معترض ‹ وقال › : فلم نسبته إلى التوسط والاعتدال وأنت تزعم أن الرطوبة أغلب عليه بالطبع ؟ قلنا له : إن الاعتدال يضم في اسمه ثلاث مراتب : إما مرتبته المتوسطة على الاعتدال والحقيقة مثل الدم المتولد عن الخبز المحكم الصنعة ، وإما مرتبة التوسط والاعتدال مع الانحراف والرقة قليلا مثل مرتبة الدم المتولد عن السمك على الحقيقة ، وإما مرتبة التوسط والاعتدال مع انحرافه إلى الغلظ قليلا مثل مرتبة الدم المتولد عن العجول الرضع والحولي من الضأن . وإن كان قد يقع بين مرتبة التوسط والاعتدال على الحقيقة وبين هاتين الحاشيتين وسائط أيضا مثل مرتبة الدم المتولد عن الدراج والفراريج ، ومرتبة الدم المتولد عن العجول الرضع ، لأنه وإن كان الدم المتولد عن الجدي الرضع أغلظ



[1] في الأصل : ووسطه .
[2] سقط هنا الضرب الثاني من اللجي ، وهو ، كما في المقالة الأولى من هذا الكتاب : ( ومنه ما يتولد في المواضع الصلبة الصخرية الكثيرة الحجارة ، ويسمى السمك البحري ) .

587

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 587
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست