نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 566
وأكثر تليينا للبطن من غير إضرار المعدة ، وإن كان فيه ملح ، كان غذاؤه أقل وزيادته للحم أنقص وأضعف وأضر بالمعدة والأمعاء جميعا ، وإن كان يلحقه أيضا من كثرة الغذاء وقلته وسرعة الانهضام وإبطائه يخرج ما يتناول معه من مائية اللبن ورطوبته في الكثرة والقلة ، من قبل أن المائية كلما كانت فيه أكثر ، كان غذاؤه أقل وانهضامه أسرع ، وإطلاقه للبطن أزيد وبخاصة متى أكل بالعسل . وكلما كانت المائية فيه أقل ، كان غذاؤه أكثر وانهضامه أبعد وانحداره أعسر وإطلاقه للبطن أقل ، وبخاصة متى أكل بغير عسل ولا حلاوة . وإذا تقادم الجبن وعتق وصلب ، بدت فيه قوة الملح وحرافة الإنفحة وحدتها ، وصار في عداد الأشياء الحريفة ، واستحال في المعدة إلى الدخانية ، وجنس المرار يكون لجهتين : إحداهما : ظهور دسمه ودهنيته وغلبتهما عليه لفناء بقايا رطوبة اللبن ومائيته منه . والثانية : لما فيه من الحدة المستفادة من حرافة الإنفحة وحدتها . والسبب في حبسه للبطن تجفيفه المكتسب من يبس الإنفحة وجفاف الملح . ولذلك صار إذا خلط بالأشياء الحريفة المطلقة للفضول ، لم يستفد منها صلاحا ، لان الذي يصل إليه منها من الزيادة في حدته وحرافته يستغرق ما يستفيده منها من المنفعة والتلطيف ، ويصير بها أعون على توليد الحجارة في الكلى ، لان أعظم أسباب تولد الحجارة في الكلى اجتماع أخلاط غليظة في حرارة زائدة ملتهبة . وهاتان القوتان موجودتان في العتيق وبخاصة إذا خلط بأشياء حريفة . ولذلك وجب أن يحذر ما كان من الجبن شديد الحال من الجفاف والحدة ، لان ما كان كذلك لم يصلح للاطلاق ولا لجودة الغذاء ولا لتوليد الدم المحمود ، وإن كان غذاؤه كثيرا . أما كثرة غذائه فلان أقوى ما في اللبن يصير جبنا . وأما قوته فلان حرارة البدن كلما ازدادت فعلا ، ازداد هو صلابة وجفافا . وأما الجبن المتوسط بين الجبن الرطب وبين الجبن العتيق فبحسب توسطه بينهما . لذلك توسط غذاؤه وانهضامه ، وإن كان ذلك قد يزيد وينقص على حسب انحرافه عن التوسط والاعتدال إلى إحدى الحاشيتين دون الأخرى ، لان ما كان انحرافه إلى حاشية الجبن الرطب أكثر ، كان غذاؤه أحمد وانهضامه أسرع . وما كان انحرافه إلى حاشية الجبن العتيق أكثر ، كان غذاؤه أذم وأفسد وانهضامه أبعد وأعسر . وقد يتضح ذلك ويشهد له الوقوف عليه من كيفية جسم الجبن وطعمه والجشاء الذي يتولد عنه بعقب أكله . وأما معرفة ذلك من قبل جرم الجبن ، فلان ما لان منه وقلت رطوبته وتحلل جسمه وكان رخوا منفوخا إسفنجيا ، كان أفضل وأحمد مما كان كثيفا مكتنزا ملززا . وما كان منه متينا غليظا ، وكان قد بلغ من اقتران حرارته إلى أن صار خيسا خشفا [1] سريع التفتيت ، كان أردأ وأذم . وما كان متوسطا بين هاتين الحاشيتين ، أعني بين المتانة والعلوكة وبين فرق اتصاله [2] ، صار أفضل وأحمد . وأما معرفة ذلك فمن طعم الجبن . فإن لم يكن فيه طعم الجبنية والإنفحة ظاهرا بينا قويا ، وكانت الحلاوة والعذوبة عليه أغلب