responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 553


فأما اختلاف اللبن لاختلاف كيفيته في ذاته فيكون على ثلاثة ضروب : لان منه اللطيف جدا ، ومنه الغليظ جدا ، ومنه المتوسط بين هاتين المرتبتين ، وإن كان قد يتوسط بين كل واحدة من الحاشيتين وبين الواسطة وسائط أخر . والسبب في غلظه ولطافته أن كل لبن فمركب من جواهر ثلاثة : جوهر رقيق مائي فيه يسير من لطافة النارية وحدتها ، وجوهر غليظ جبني الغالب عليه الأرضية ، وجوهر دسم لطيف الغالب عليه الهوائية [1] . فلما فيه من الحرارة اللطيفة والحدة اليسيرة ، صار له قوة على تلطيف الأثفال وترقيق الأخلاط وتنقية الأوساخ . ولذلك صار معينا على إطلاق البطن وتفتيح سدد الكبد . وأما الجوهر الجبني ، فلأرضيته وغلظه صار مائلا إلى البرودة واليبوسة قليلا ، إلا أنه طري فهو إلى الرطوبة [2] أميل للمائية التي فيه بعد باقية من مائية اللبن . فإذا جف وزالت عنه رطوبة اللبن ، رجع إلى طبيعته وذاته وصار جافا يابسا . ولذلك صار جوهره غليظا وانحداره رطبا وحبسه للبطن قويا . ولهذه الجهة صار مولدا للأخلاط الغليظة اللزجة الموجبة لتولد سدد الكبد والطحال وحجارة الكلى . وأما الجوهر اليسير فللطافة هوائيته صار حارا [3] رطبا ملينا باعتدال ، مشاكلا لمزاج البدن من الانسان في حرارته ورطوبته جميعا ‹ و › ولمزاج الرئة في حرارته فقط لا في يبسه ، لان ‹ مزاج › الرئة في طبيعته يابس مجفف ، والسمن ملين مرخ .
وإذا كان كذلك ، كان من البين أن ألطف الألبان وأرقها قواما وأسرعها انحدارا ، وأطلقها للبطن ما كثرت مائيته وقلت جبنيته مثل لبن النوق . وأغلظ الألبان وأعسرها انحدارا وأبعدها من إطلاق البطن ما كثرت جبنيته وقلت مائيته مثل لبن الجواميس ، وبعده لبن البقر . وأعدل الألبان وأحسنها استمراء مثل لبن النساء ، وبعده لبن الماعز . وقد يتوسط بين لبن الماعز وبين ‹ لبن › البقر مرتبة أخرى مثل لبن الضأن ، لأنه أغلظ من لبن الماعز وأكثر جبنية وأرق من لبن البقر وأكثر مائية . ويستدل على كثرة جبنية لبن الضأن وزيادتها جبنية على لبن البقر من زهومة لبن الضأن وزفورته وذكاء رائحة لبن البقر وقلة زفورته .
فإن قال قائل : وما السبب الذي صار لبن الضأن ألطف من لبن البقر وأرق ، وهو أكثر جبنية .
ولبن البقر أكثر سمنية . والسمنية ألطف من الجبنية كثيرا ، قلنا له : من قبل أن مائية اللبن من الضأن أكثر وحرارته أقوى لغلبة الحرارة والرطوبة على مزاج حيوانه بالطبع ، ومائية لبن البقر وحرارته أضعف لغلبة البرد واليبوسة على حيوانه بالطبع . ولذلك قد يتوسط بين مرتبة لبن الماعز وبين مرتبة ‹ لبن › اللقاح مرتبة أخرى مثل مرتبة لبن الخيل والأتن ، لأنها أكثر مائية من لبن اللقاح ، وأكثر في ذلك من لبن الماعز ، إلا أن ‹ لبن › الخيل أقرب من لبن اللقاح ، لأنه أكثر مائية ، ولبن الأتن أقرب من لبن الماعز لأنه أقل مائية . ولذلك صار لبن الخيل لا يتجبن في المعدة أصلا لقربه من لبن اللقاح . وأما لبن الأتن فربما



[1] لعل الانقطاع هنا هو : ( فأما الجوهر الرقيق المائي ) .
[2] في المتن : ( البرودة ) ملغاة بشطبة وفوقها ( الرطوبة ) .
[3] في الأصل : صار .

553

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 553
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست