responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 552


القول في اللبن قد كنا بينا في المقالة الأولى من كتابنا هذا أن اللبن في طبيعته ومزاجه منحرف عن المزاج المعتدل إلى الحرارة والرطوبة قليلا ، كأن حرارته ورطوبته في الدرجة الأولى . ولذلك صار أقل رطوبة من السمك ، وأبعد من تولد البلغم لأنه قريب من طبيعة الدم ، إذ ليس هو شئ غير دم قد انطبخ في الضرع طبخا ثانيا واستفاد من جوهره الضرع بياضا . وتدل على ذلك عذوبته وحلاوته ولذاذته . فإن عارضنا معترض وقال : إذا كان اللبن عندك إنما صار حارا رطبا لأنه دم قد انطبخ ثانيا ، فلم لا أوجب مثل ذلك أيضا للأعصاب والعظام وسائر ، الأعضاء المنسوبة إلى البرودة ، وقلت أنها حارة رطبة ، لان مادتها [1] وغذاءها المقوم لذاتها ليس هو شئ غير دم قد انطبخ فيها طبخا ويشكل لها .
قلنا : إن المعارضة غير لازمة من قبل أن الدم وإن نسب في طبيعته ومزاجه إلى الحرارة والرطوبة ، فإنه عين من الأعيان ، وسائر الكيفيات كلها موجودة فيه ، وإن نسب إلى الأغلب عليه منها مثل الانسان الشاب المنسوب إلى المرة الصفراء ، وإن كانت سائر الأخلاطات موجودة فيه . وكذلك الصبي المنسوب إلى الدم ، والشيخ إلى البلغم . وأعضاء البدن فأعيان قائمة بأنفسها بطبائع مختلفة ومزاجات متغيرة يقبل كل واحد منها من الدم ما يشاكل طبيعته وذاته مثل الطحال القابل لعكر الدم وغلظه ، وأقربه من المرة الصفراء واللبن فليس ذلك لأنه ليس هو عين قائمة بنفسها خارجة عن الدم يقبل منه ما شاكل طبيعتها ومزاجها ، بل هو الدم نفسه انطبخ في الضرع طبخا ثانيا واستفاد من جوهرية الضرع بياضا .
فحكمه حكم الدم لان الطباع أعدته لتغذية الحيوان كما أعدت الدم لمثل ذلك ، إلا أنه يختلف في جوهريته وغذائه ولطافته وسرعة انهضامه وإبطائه لوجوه أربعة : أحدها : اختلاف مزاج الحيوان الذي هو منه . والثاني : لما يلحقه من الاختلاف في فصول السنة لتغير الهواء وانقلابه في كل زمان منها .
والثالث : كيفية المرعى الذي يرتعيه . والرابع : من كمية مدة اللبن في قصرها وطولها وقرب خروج اللبن من الضرع وبعده منه .



[1] ( مادتها ) مستدركة في الهامش .

552

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست