responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 42


وحبس البطن أولى بها وأخص .
وأما التفاهة فلما كان طعمها قريبا من طعم الماء لم يمكن أن يكون للغذاء المتولد عنها كيفية بينة ولا فعل ظاهر أكثر من ترطيب المعدة وتسكين العطش فقط . ولذلك صارت أسرع انهضاما وأقل غذاء من العذوبة . وأما مقدار غذائها من اللطافة والغلظ ، وبسرعة الانحدار وبطئه والتوسط بين ذلك ، فعلى مقدار كثافة الجرم الحامل لها وسخافته ولينه من صلابته ولزوجته ورقته . ولذلك صار الغذاء المتولد عن القرع والغذاء المتولد عن الكمأة [1] أغلظ من الغذاء المتولد عن القطف لكثافة جرم الكمأة وغلظه ، ولين القطف ورطوبته ، وتوسط جرم القرع بينهما جميعا .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن كل طعام تفه لا طعم له كان ذلك له من طبعه مثل الكمأة أو مكتسبا من الصنعة والعمل مثل الترمس العذب ، فقد يعرض له من سرعة الانهضام وبطئه والتوسط بين ذلك على حسب اختلاف جرمه في الصلابة والليانة الغلظ واللطافة واللزوجة والهشاشة ، لأنه متى كان لطيفا لزجا مثل القطف كان انهضامه أسرع وانحداره أبعد ، ومتى كان متوسطا بين اللطافة والغلظ مثل القرع والكمأة لم تظهر له حال بينة في سرعة الانهضام وبطئه ، لأنه يكون متوسطا بين السرعة والابطاء ، ويختلف في ذلك على قدر قربه من إحدى الحاشيتين وبعده منها . ولذلك صار القرع أسرع انهضاما من الكمأة لقربه من لطافة القطف ، والكمأة أبعد انهضاما لقربها من غلظ الترمس .
وأما العفوصة ، فإن رطوبتها لما كانت خالصة الأرضية وجب أن يكون بردها ويبسها في آخر الدرجة الثالثة قريبة من الرابعة . ولذلك صار غذاؤها يسيرا [2] جافا قحلا . ولهذه الجهة صارت مغلظة للفضول مذمومة في التدبير الملطف ، إلا أنها منبهة لشهوة الغذاء ، من قبل أنها ، بشدة قبضها تجمع أجزاء الغذاء جمعا كثيرا حتى يقل مقداره ويخلو أكثر العروق منه ، وتفتقر القوة الجاذبة للغذاء إلى طلب ما تملأ به خلاءها ، ولأن من خاصة العفوصة التقوية والتجفيف ، ولذلك صارت متى وافت المعدة خالية من الغذاء تمكنت من فمها الأسفل وقوته وشدته ومنعت من الاسهال منعا قويا ، ومتى وافت المعدة ممتلئة من الغذاء لطفت بغلظها على الطعام وجمعت أعلى المعدة جمعا قويا وعصرته كما يعصر الشئ بالمعصار ، وأحدرت ما فيها بسرعة وصارت سببا عرضيا لاطلاق البطن ، وبخاصة متى وافت جرم المعدة في نفسه رخوا ضعيفا عن حبس ما يقدم من الغذاء سريع القبول لتأثير القبوضة ، أو كان ما يقدم من الأغذية من الأشياء الملينة للطبيعة .
ولهذه الجهة ، قال جالينوس : إن العفوصة تنبه الشهوة للغذاء من قبل أنها في الابتداء تعصر أعلى المعدة وتحدر ما فيها فتخلو من الغذاء وتفتقر إلى ما يملأها . فإذا انحدرت وصارت إلى العروق جمعت ما فيها من رطوبة الغذاء وصيرت مقداره أقل مما كان عليه حتى تخلو أكثر العروق من الغذاء



[1] في الأصل : ( القرع ) مكررا .
[2] في الأصل : يسير .

42

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست