نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 40
وأما ثمر الأشجار الشامخة ، فإن الرطوبة المتصاعدة إليها من الأرض لا تصل إليها إلا بعد كمال نضجها وقربها من الانعقاد والحلاوة ، وذلك لبعد المسافة بين الأرض وبينها . ففيما أتينا به دليل على أن العذوبة أقل حرارة وأزيد رطوبة من الحلاوة المحضة . ولذلك صارت دونها في اللذاذة والفعل ، وصار غذاؤها أقل ، وانحلالها من الأعضاء أسرع . ومن قبل ذلك صارت السدد المتولدة عنها أسهل انحلالا وأقرب بزوا [1] من السدد المتولدة عن الحلاوة المحضة . فإن اتفق أن يكون جرمها مع ذلك ملززا صلبا مثل الكمثرى ، صارت مغرية لأنها تكون من جنس الأعضاء لاجتماع الصلابة والعذوبة فيها . وأما الحلاوة المنسوبة إلى الحرافة ، فلما كان الأغلب على رطوبتها القلة والحدة ، وجب أن تكون حرارتها أكثر من حرارة الحلاوة المحضة ، ورطوبتها أقل كثيرا ، ولذلك نسبت إلى الحرارة واليبس في آخر الدرجة الثالثة ، إلا أنها لقرب حرارتها من التوسط والاعتدال ، صار فيها قوة تجلو وتغسل وتلطف وتنفي الفضول عن المعدة ، وتنقي ما فيها من الرطوبات الغليظة العفنة ، وليبسها وقربها من الحرافة صار لها قوة تلذع المعاء وتهيجها إلى دفع ما فيها من ثفل الغذاء . ولذلك صار انحدارها مع الثفل أخص بها من التطريق [2] للغذاء ، وصارت السدد المتولدة عن الحلاوة المحضة أقل كثيرا . وأما الدسومة فتدل على حرارة وليانة في آخر الدرجة الثانية ، ولذلك صارت قريبة من الحلاوة في اللذاذة والجلاء والتحليل ، لان فيها شيئا [3] من لطافة ، إلا أن رطوبتها أغلظ كثيرا . ولذلك ثقلت على الحاسة وعسر نفوذها في المسام وامتنع انهضامها وبعد انحلالها من الأعضاء ، ذلك لدسمها ولزوجتها وغلظ رطوبتها . ولهذه العلة صارت كثيرا ما تسد المسام وتحقن البخارات في باطن العروق والمواضع الخالية [4] من البدن دائما حتى تغلي البخارات هناك وتحدث ألما ولذعا . وما يصل إلى البدن من غذاء الدسومة قليل جدا من قبل أن اليسير منها إذا وصل إلى الأعضاء انتفخ فيها وربا وطال لبثه فيها ، وقام اليسير من غذائها مقام الغذاء الكثير من غيرها . ولذلك صارت زائدة في غلظ الكبد والطحال ، وصارت السدة المتولدة عنها عسيرة أكثر وجدا . وللفاضل أبقراط في هذا قول قال فيه : إن الطعام الحلو والدسم يشبعان سريعا . أما الدسم فلجهتين : إحداهما : أنه للزوجته ودهنيته يطفو على الطعام بدءا ويعوم عليه ، ثم يختلط به ويغلظه ويمنعه من الهضم . فإذا بدأ في الانهضام لين خمل المعدة وأزلق الطعام قبل تمام هضمه [5] . والثانية : أن الذي يصل منه إلى العروق والأعضاء أيضا ينتفخ فيها ويربو حتى يملأها ويسدها وتضطر القوة الجاذبة للغذاء إلى السكون وتصير سببا قويا لقطع شهوة الطعام .
[1] بزا بزورا وبز بزا : غلبه وقهره . [2] طرق له : جعل له طريقا . [3] في الأصل : شئ . [4] ( الخالية ) مكررة في الأصل . [5] في هامش الأصل : ( يكفي من هذا أنه إذا أكل مع الخبز طفا فوقه فملأ المعدة وأمات الشهوة بملئه لها ) .
40
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 40