نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 39
الثقيف [1] وما شاكله . ولذلك صار الاسكنجبين [2] من أخص الأشياء وأبلغها منفعة في علاج الغلظ الكائن في جداول الكبد وعروق الطحال لأنه معين على تفتيح السدد العارضة فيها . ولذلك قال جالينوس : ومن فضيلة الاسكنجبين أنه مع ما ليس فيه من البشاعة والكراهة ما في أكثر الأشياء الملطفة ، فإنه غير مضر بالمعدة بل ليس له بها اضرار أصلا إلا بمن قد أفرط على مزاج معدته اليبس . ولذلك صار من أبلغ الأشياء في التدبير الملطف ، فان كان معمولا بخل العنصلان [3] ، فاق سائر الأدوية الملطفة فضلا عن الأغذية . ومن قبل ذلك صار من الأفضل ألا يستعمل في علاج سدد الطحال خاصة من الاسكنجبين إلا ما كان معمولا بخل العنصلان ، من قبل أن الطحال أكثر قبولا لمضرة الأشياء الحلوة من الكبد وذلك لجهتين : إحداهما : أن عروق الطحال أضيق ، وفعل الطبيعة فيه أضعف من فعلها في الكبد ، لان الكبد مسكنها ومنها ينبوعها . فلما اجتمع للطحال ، مع ضيق مجاريه ، ضعف فعل الطبيعة فيه ، وجب أن تكون الحلاوة أشد إضرارا به منها بالكبد . والثانية : أن الطحال لما كان يجذب إليه عكر الدم دائما بالطبع ، كان ذلك عونا على غلظ السدة المتولدة فيه . ولذلك احتاج في العلاج له إلى إسكنجبين العنصل لما فيه العنصلان من زيادة القوة على تقطيع الفضول اللزجة الغليظة . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : وإني لأشير على من أراد تلطيف فضول غليظة قد اجتمعت في بدنه ألا يعدل عن خل العنصلان وشرابه . واستشهد على ذلك بأسباب جرت على يديه بالتجربة ، فقال : وإني لأعرف قوما لا يحصى عددهم صاروا إلى العافية والسلامة واستقامت لهم الصحة وخلصوا من أوجاع المفاصل باستعمالهم خل العنصلان وشرابه . إلا أنه ينبغي لمن أراد بلوغ غايته في ذلك بسرعة أن يجمع مع خل العنصلان حسن الرياضة وجودة التدبير في الأغذية الموافقة الملائمة للمغتذي ، وتقدير أوقات استعمالها ، ولا يهمل ذلك فيجمع الضار مع النافع ، ويطول تعبه قبل بلوغ غايته ومراده . فأما الحلاوة المنسوبة إلى العذوبة ، فلما كان الأغلب على رطوبتها الجوهرية الكثرة والرقة ، صارت أقل حرارة وأكثر رطوبة من الحلاوة المحضة . ولذلك نقصت حلاوتها وتوسطت بين طعم التفاهة والحلاوة وقربت من طعم الماء . والدليل على ذلك أنا نجد جميع الرطوبات الحلوة إذا خالطها الماء نقصت حلاوتها ، وكلما غلب الماء عليها ازدادت حلاوتها نقصانا حتى حين [4] تقرب من طعم الماء . ومن قبل ذلك صار ثمر الأشجار القصار القريبة من الأرض أقل حلاوة وأكثر مائية من ثمر الأشجار الشامخة البعيدة من الأرض ، من قبل أن الرطوبة المغذية للثمار المتصاعدة إليها من أرحام الأرض تصل إلى ما قرب من الثمر من الأرض قبل كمال نضجها وانعقادها ، ذلك لقرب المسافة بين الأرض والثمر .
[1] الثقيف : المتناهي في الحموضة ، جاء في فقه اللغة للثعالبي : الخل : حامض ، ثم ثقيف ، ثم حاذق ، ثم باسل . [2] السكنجبين : شراب يتخذ من خل وعسل . ( ومعجم متن اللغة ، مادة سكن ) . [3] العنصل والعنصل : البصل البري أو كراث يعمل منه الخل ، شديد الحموضة يقال له : خل عنصلاني . ( متن اللغة مادة عنص ) . [4] ( حين ) مستدركة فوق السطر .
39
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 39