نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 35
أربعا . ولما لم يجدوا بين هذه الدرج الأربع أيضا إلا مراتب تخفى عن الحس وتلطف عند الفعل ، لم يمكن أن يوقعوا عليها اسما وصيروا لكل درجة ثلاث مراتب : أول وآخر ووسط . وقالوا أول الدرجة ووسطها وآخرها . فقد بان مما قدمنا إيضاحه ان اللذيذ من الطعوم هو الملائم لمزاج بدن الانسان مثل الحلاوة ، أو قريب من الملاءمة مثل الدسومة ، وبعدها التفاهة . وذلك أن الدسومة مجاورة لحد الاعتدال إلى الحرارة قليلا ، ولذلك صارت [1] حرارتها في آخر الدرجة الثانية . وأما التفاهة فناقصة عن حد الاعتدال إلى البرودة قليلا ، ولذلك صارت قريبة من البرودة في الدرجة الأولى . فأما الطعوم غير اللذيذة [2] فهي البشعة المخالفة لمزاج بدن الانسان وهي على ضربين : إما مخالفة بإفراط جمعها مثل العفوصة وبعدها القبوضة ، وإما مخالفة بإفراط تفريقها وهي على ضربين : إما مفرقة للاتصال من غير إسخان للبدن مثل الحموضة ، وإما مفرقة ومسخنة مثل الحرافة وبعدها المرارة وبعدها الملوحة . فقد بان واتضح أن الحلاوة والدسومة تحت جنس واحد من الحرارة والرطوبة . إلا أن الفرق بينهما أن رطوبة الحلاوة لزجة غليظة قريبة من التوسط بين الغلظ واللطافة مشاكلة لرطوبة بدن الانسان ورطوبة الدسومة لدنة لطيفة مشاكلة لرطوبة الهواء . ولذلك صارت الدسومة أخص الطعوم بتغذية الحرارة الغريزية . ويستدل على ذلك من الشاهد لأنا نجد الزيت والدسم أخص الأشياء بتغذية النار خارجا لان رطوبة الزيت والشحم مشاكلة لرطوبة الهواء ، والهواء أقرب العناصر من طبيعة النار لما بينهما من المجانسة والمشاركة بالفاعل الأكبر أعني الحرارة . وأما الملوحة والمرارة والحرافة فإنها تحت جنس واحد من الحرارة واليبوسة إلا أن الفرق بينها [3] أن رطوبة الحرافة لطيفة نارية ، ورطوبة الملوحة متوسطة بين اللطافة والغلظ قريبة من الأرضية ، ورطوبة المرارة غليظة أرضية فيها قبض . فلذلك صارت أقل إضرارا بالمعدة من الملوحة والحرافة . فأما العفوصة والقبوضة والحموضة فإنها تحت جنس واحد من البرودة واليبوسة إلا أن الفرق بينها [4] أن رطوبة العفوصة يسيرة جدا غليظة أرضية ورطوبة القبوضة أغزر وأقرب إلى التوسط والاعتدال ، ورطوبة الحموضة أكثر غزارة وألطف إلا أنها على ضربين لان منها رقيقة مائية مثل رطوبة الرمان الحامض وحماض الأترج ، ومنها لزجة لدنة هوائية مثل رطوبة التمر الهندي والإجاص . فأما التفاهة فإنها ، وإن وافقت العفوصة والحموضة في جنس واحد من البرودة ، فإن بينهما فرقان بين من قبل أن الحموضة والقبوضة تدلان على اليبوسة دائما ، والتفاهة تدل على الرطوبة دائما ، وذلك لان طعمها قريب من طعم الماء والماء بارد رطب فهي إذا باردة رطبة ، ولذلك صار كل بارد رطب إما تفها وإما مائلا ( 4 ) إلى العذوبة قليلا متوسطا بين التفاهة والحلاوة . فإذا الطعوم البسائط ثمانية لا أقل ولا أكثر . أحدها : الحلاوة ، والثاني : الدسومة ، والثالث : الملوحة ، والرابع : المرارة ، والخامس : الحرافة ،
[1] في الأصل : صار . [2] في الأصل : الغير لذيذة . [3] في الأصل : بينهم . [4] في الأصل : مائل .
35
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 35