نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 316
القول في اللوز الحلو واللوز المر والمتوسط بين ذلك أما اللوز الحلو فحار لين في وسط الدرجة الأولى . وزعم جالينوس أن فيه مرارة يسيرة تخفى عن الحس لعذوبته ، وقال : ومما يدل على ذلك ما نجده إذا عتق وقلت عذوبته ، ظهرت فيه مرارته [1] ظهورا بينا . ولذلك صار في جميع حالاته على سبيل الغذاء شبيها بالجوز ، إلا أن غذاءه أقل وأغلظ وأعسر انهضاما وأبعد انحدارا للبطن ، ذلك لصلابة جرمه وقلة دسمه ودهنيته . ولذلك صار جوهره ألطف وأبعد من الاستحالة إلى المرار وأقل إضرارا بالمعدة . وأما على سبيل الدواء ، ففعله يقرب من فعل اللوز المر في تنقية الصدر والرئة وتفتيح سدد الكبد وتنقية الكلى وإدرار البول ، إلا أنه أضعف كثيرا على حسب نقصان مرارته عن اللوز . ولذلك صار اللوز المر يستعمل على سبيل الدواء كاستعمال الصبر . واللوز الحلو يستعمل على سبيل الغذاء لا على سبيل الدواء . وكثيرا ما يستعمل دهنه دون جرمه لأنه ألطف ، وجرمه أغلظ وأعسر انحدارا . فإن هو قشر من قشره الداخل ، وأكل مع عسل أو سكر ، كان أسرع لانحداره . وأما اللوز الطري فهو أفضل وأسرع انحدارا للمائية الغالبة عليه وبخاصة إذا قشر من قشره الداخل ، ولذلك صار اللوز اليابس إذا قشر من قشرته ، وأنقع في ماء حار ليلة اكتسب رطوبة وصار قريبا من اللوز الطري . وإذا أكل اللوز الطري قبل أن ينعقد جيدا بقشره الاعلى ، قوى اللثة وسكن حرارتها وأصلح بلة [2] المعدة . وإنما لزمته هذه الخاصة لما في قشره من الحموضة والعفوصة . وأفضل اللوز ما كان رطبا لقلة دهنيته ولزوجته . وأما اللوز المر فحار في آخر الدرجة الثانية . له قوة ملطفة غواصة منقية ، مفتحة للسدد ، مذيبة للكيموسات الغليظة اللزجة . ولذلك صارت منفعته للصدر والرئة من الرطوبات البلغمانية اللزجة مفتحة
[1] في الأصل : مرارة . ومصححة في الهامش ( مرارته ) . [2] البلة : الندوة ، أي ما فيها من بلل .
316
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 316