نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 289
محرورا ، أو بالعسل لمن كان مرطوبا . وأما القابض من السفرجل فهو في طبيعته وفعله قريب من طبيعة العفص وفعله ، إلا أنه ألطف وأعدل كثيرا ، إلا أن رطوبته أرق وأغزر وغلظه أقل . ولذلك قل إضراره بالمعدة واستغنى عن التماس الحيلة فيما يلطفه ويلين جسمه ويعين على هضمه . ولهذا أقامه جالينوس مقام المشوي والمسلوق من السفرجل العفص . وأما الحامض فإن الغالب عليه الرقة واللطافة ، وإن كان فيه بعض الأرضية والقبض قليلا . ولذلك صار غواصا ملطفا مسكنا للعطش قامعا لحدة المرة الصفراء نافعا من الخفقان والقئ والاسهال المري مدرا للبول مقو لشهوة الطعام لمشاكلته للقوة الشهوانية في طبعها وطعمها . ومن خاصته أن شمه يمنع القئ ، ومصه على النبيذ يمنع بخار النبيذ من الترقي إلى الرأس ، إلا أنه يسهل البطن بعصره . ولذلك صار الاكثار منه على النبيذ مذموما لأنه يضم [1] أعلى المعدة ويحدر ما فيها ويخرجه قبل تمام هضمه . وأما الحلو فمزاجه متوسط [2] مائل إلى الحرارة قليلا . ولذلك لم يكن له فعل ظاهر في تسكين الحرارة وقطع العطش . وأما المز ، فمتوسط بين طبيعة الحامض وطبيعة الحلو . ولذلك لم يكن له في إطلاق البطن ، ولا في حبسه ، أمرا بينا ، إلا أنه مدر للبول . والفرق بين الحامض والمز كالفرق بين العفص والقابض . وأما التافه الذي لا طعم له ، فقد أغنانا عن إعادة القول فيه هاهنا ما تقدم من ذكرنا له عند كلامنا في هذه الثمار على الجملة ، لأنا قد أعلمنا هناك أنه مذموم من كل جهة ، إذ كان لا لذاذة فيه ولا منفعة . وأما مخالفة السفرجل للتفاح ، فخاصتين يختص بهما السفرجل دون التفاح : إحداهما : أنه مع ما فيه من القبض ، مدر للبول وبخاصة إذا كان قابضا أو حامضا أو عفصا مدبرا . أعني بالمدبر المسلوق والمعلق على بخار ماء يغلي ، أو المشوي أو المربى بالعسل . وإن كان في التفاح أيضا بعض ذلك ، إلا أنه غير مخصوص به كاختصاص السفرجل به . والثانية : أنه لا يفسد المعدة ولا يستحيل فيها كاستحالة التفاح ، لان في التفاح رطوبة فضلية نية غير نضيجة ، بها تسرع استحالته ، وبخاصة الحلو منه والتفه وإن كان أخص بذلك كثيرا . ولروفس في هذا فصل قال فيه : إن السفرجل لا يكاد أن يفسد في المعدة في حال المرض فضلا عن حال الصحة . وقد يستدل على ذلك من شرابه الساذج ، لأنا نجده يخزن فيبقى وقتا مديدا من غير أن يستحيل ولا يحمض كما يحمض التفاح . ففي هذا دليل على أن في التفاح رطوبة فضلية نية غير نضيجة تغيره وتنقله إلى الحموضة بسرعة .
[1] في الأصل تعرضت هذه الكلمة لطمس جزئي . ولعلها كما أثبتنا ، وهي بمعنى يعصر التي يستعملها قريبا . [2] في الأصل : متوسطا .
289
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 289