responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 26


وأما ما كان من الأغذية مركبا من قوتين متضادتين حتى تكون قوة جرمه مخالفة لقوة مائيته ورطوبته ، مثل أن تكون قوة جرمه أرضية فائضة ، وقوة جوهره ورطوبته حديدة ملطفة كالعدس والكرنب من النبات ، والطيهوج والقنابز من الطير ، لان قوة جرم كل واحد منها فائضة بطيئة الانهضام ، وقوة مائيته حديدة ملطفة سريعة الانهضام ، ولذلك صار متى تناول الانسان جرم أحدها مع مرقته ورطوبته ، طلبت الرطوبة الانحدار والخروج لحدتها ، ومنعتها قوة الجرم عن ذلك لشدة قبضها ، وحدث بينهما مجاذبة ومحاربة ومصارعة حتى تتولد عن ذلك أمغاص ورياح نافخة ، لغليان الرطوبة المحتقنة ، فلا يزال ذلك دائما حتى يتفق لاحد الضدين الخروج فتبطل عاديته وأذيته . فإن اتفق أن تكون قوة البطن مستعدة للانحدار ، قوي فعل الرطوبة على فعل الجرم وانحدرت بسرعة بمعونة قوة البطن لها ، لأنه متى صار شيئان شيئا واحدا وكانت الأسباب متكافئة ، فالغلبة للشيئين دون الواحد ضرورة ، وكذلك إن اتفق أن تكون قوة البطن متهيئة لحبس الطبيعة ، قوي فعل الجرم على فعل الرطوبة ، وعاقها عن الانحدار ، ودامت الأمغاص والرياح حتى يتهيأ انحدار أحد الضدين . فلهذه الجهة ، صار العدس هابطا حابسا للبطن في قوم ، ومطلقا لها في غيرهم لأنه متى تناوله من كانت طبيعته قريبة القوة من الانحدار ، قوي فعل الرطوبة ، وأعان على إطلاق البطن . ومتى تناوله من كانت طبيعته بعيدة القوة من الانحدار ، قوي فعل الجرم وأعان على حبس البطن ، وولد رياحا ونفخا وقراقر مؤذية من غليان الرطوبة المحتقنة .
ومن قبل ذلك ، وجب على من أراد استعمال شئ من هذه الأغذية أن يبتدئ بسلقه ويرمي بمائه الذي سلقه به لتزول عنه حدة رطوبته ويلطف جرمه ، ويظهر له تدبير محمود في حبس البطن . ومن أحب أن يكون فعله في ذلك أقوى وتدبيره أحمد ، فيسلقه مرتين أو ثلاثا ويرمي بالمياه التي يسلقه بها ، ثم يستعمله كيف أحب . فقد بان السبب الذي له صار العدس والكرنب يطلقان البطن في بعض الناس ، ويحبسانها في غيرهم .
وأما السبب الذي له صار العسل محمودا عند قوم يذكرون أنه ملين للبطن حافظ للصحة ، ومذموما [1] عند قوم يزعمون أنه حابس للبطن مهيج للأمراض . فإن ذلك يكون من قبل ملاءمته لمزاج بدن المستعمل له ، أو مخالفته له لان من شأن كل غذاء أن يزيد فيما شاكل مزاجه ، ويقوي فعله ، وينقص مما خالف مزاجه ، ويضعف فعله . والعسل في طبيعته حار يابس فهو إذا زائد في الحرارة واليبوسة ومقو لفعلهما ، وناقص من الرطوبة والبرودة ومزيل لفعلهما . والمرة الصفراء فهي حارة يابسة ، فالعسل إذا زائد فيها ومقو لفعلها . ولذلك ، صار متى تناول العسل من كان ممرورا قد غلب على مزاجه الحرارة واليبوسة ، زاد في حرارته وصار هيولي للمرة الصفراء حتى يصير هو وهي شيئا واحدا ويصير سببا قويا لتجفيف الثفل وحبس البطن ، إلا أن يوافي في المعاء بعض الانجراد [2] فيلذعها بحدته ويسحجها [3] ويصير شيئا عرضيا للاسهال الكائن من قروح الأمعاء .



[1] في الأصل : ومذموم .
[2] يقال : إنجرد الثوب : أي انسحق وبلي .
[3] سحج الشئ : قشره .

26

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست