نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 201
فاضل [1] بالإضافة إلى الخبز الحار أقل وألطف وأسرع انحلالا وأبعد نفوذا في العروق . فأما سرعة انحداره عن المعاء ، فإن ذلك إنما يقع له بالعرض من قبل أن نفوذه في العروق لما كان أبعد ، كان ما يجتمع منه في المعاء مقدارا أكثر فيشقى ويضطرها إلى تخليته بسرعة ، وقد يستعمل لباب هذا النوع من الخبز على ضربين : وذلك أن من الناس من يستخرجه من قشره ويتركه حتى ينشف الهواء أكثر رطوبته الفضلية ، ويفركه وينزله من المنخل الشغر ويغسله بالماء مرات حتى يصفو اللباب ويبلغ غاية انتفاخه وتزول عند لزوجته وغلظه ورياحه النافخة ، ويشربه بما أحب من الأشربة أو بسكر طبرزد [2] ، ومنهم من يحله في الماء ويشربه من غير إنقاع ولا غسل . والضرب الأول منهما أقل غذاء وأفضل لان الدم المتولد عنه دم محمود مبرد [3] للأبدان مرطب لها بعيد من توليد السدد ، من قبل أن رياحه ولزوجته قد زالت عنه في إنقاعه وغسله ، واكتسب رطوبة وبرودة ، وانتقل من ثقل الأرضية وغلظها إلى لطافة الهوائية وخفتها . والدليل على ذلك : أن يطفو ويعوم في الماء ولا يرسب ، ، وبخاسة متى كان من حنطة رخوة لم تستقصى نخالتها . ولذلك أجمعت الأوائل على أن كل غذاء يتخذ من الحنطة يفيد البدن سخونة خلا اللباب الجاف المغسول بالماء مرات ، فإنه يفيد البدن برودة ورطوبة . ولذلك صير جالينوس قوته قريبة من قوة النشاستج [4] . قال إسحاق : إن جالينوس إنما صير قوة هذا اللباب قريبة [5] من قوة النشاستج في التبريد فقط ، لا في الغلظ واللطافة لان بينهما في ذلك فرقا بينا ، من قبل أن اللباب في طبيعته لطيف رطب [6] سريع الانهضام . والنشاستج في طبيعته جاف لازوق [7] بطئ الانهضام . وأما اللباب المستعمل من غير إنقاع ولا غسل ، فإن فيه نفخا وقراقر وتوليد . . [8] إلا أن ذلك فيه أقل منه في الخبز الذي يشتمل عليه البرد على ظاهره وباطنه ، لان ذلك أغلظ وأعسر انهضاما وأكثر رياحا ونفخا . وأما الخبز اليابس الجاف ، فإن فيه هشاشة وسخافة لعدمه الرطوبة أصلا . ولذلك صار منشفا لرطوبات المعدة وقتا طويلا قبل أن ينحل ويعمل فيه الهضم . ولهذا أيضا صار مولدا للعطش مجففا لرطوبة الثفل ، حابسا للبطن ، وذلك لجهتين : إحداهما : كثرة ما يحتاج من الرطوبة ليبتل بها ، والثانية :
[1] في الأصل محمودا فاضلا . [2] المعروف بالسكر النبات أو السكر الفضي . [3] في الأصل : دما محمودا مبردا . [4] النشاستج : لباب الحنطة المنقوع ، معرب نشاسته . وهو النشا . سيأتي كلام المصنف عليه بعد قليل . [5] في الأصل : قريب . [6] في الأصل : لطيفا رطبا . [7] في الأصل : جافا لازوقا . [8] بياض في الأصل مقدار كلمة واحدة بقي منها الحرف الأخير ( د ) ولعلها ( السدد ) .
201
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 201