نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 195
يأكلونه فيستمرئونه . وسبب استمرائهم له يكون من ثلاثة أوجه : أحدها : ما يعرض لهم من ثقل النوم وكثرته لكثرة التعب وتفتح أعضائهم . وإذا كان النوم أثقل وأطول ، كان الانهضام أقوى وأبلغ . والثاني : ما جرت به عادتهم من استعمال هذا النوع من الغذاء ، مع قلة ما يتناولون منه . والثالث : قوة تخليل أبدانهم وكثرة ما يبرز منها بالبخار والعرق ، لدوام تعبهم نهارهم أجمع . ولذلك يحتملون من الغذاء ما هو أغلظ وأبعد انهضاما ، لان غذاءهم لو كان لطيفا مع دوام تعبهم ، لتخلل من أعضائهم بسرعة ، ووجب من ذلك أحد الامرين : إما أن تذب أعضاؤهم [1] وتنحل ، وإما أن تفتقر إلى أن تستلب الدم من العروق ، وتضطر العروق إلى أن تسلب رطوبة الطعام من معاء الماساريقا ، إلى أن تحجم المعدة وتسلب الغذاء منها قبل إحكام نضجه . وربما كان كذلك قبل ‹ أن › يبتدئ فيه النضج أصلا ، وبخاصة متى كان تعبهم بعد أخذهم للطعام ، ‹ فإنهم › يقعون بأخذه في أمراض صعبة يهلكون منها قبل الشيخوخة . ولهذا السبب احتاجت أعضاؤهم إلى أغذية غليظة لزجة عسيرة الانهضام ، بعيدة الانحلال من أعضائهم ، لطول لبثها فيها ، وتقوى لمقاومة التعب القوي . والله تعالى أعلم .