نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 194
المشاكلة للحنطة المسلوقة في اللزوجة والغلظ قليلا ، صار انهضامه أعسر من انهضام الخبز المحكم الصنعة وانحداره أبطأ وانحلاله من الأعضاء أبعد ولبثه فيها أطول . ولذلك صار أكثر موافقة لأصحاب الرياضة والتعب لقوة هضمهم وزيادة حرارتهم . وأما أصحاب الدعة والسكون من المتملكين ومن قد ضعف هضمه من المشايخ والناقهين من الأمراض ، فإنه غير موافق لهم ، من قبل أن حرارة من هذه حاله ، تضعف عن هضم ما غلظ من الطعام وبعد انهضامه . وإن استعمل أحد ممن هذه حاله شيئا من الخبز القليل الخمير والتخمير وأدمن عليه ، لم يأمن أن يتولد في بدنه مع طول الأيام ، خلط ني قريب من البلغم اللزج المعروف بالخام . وما كان من الخبز قد أكثر فيه من الخمير والملح ما جاوز المقدار ، فإنه لا يغذو البدن ولا يقوته أصلا ، من قبل أن قوة الملح إذا أفرطت ، جففت رطوبة الغذاء وصيرته قحلا . ومن البين أن الهضم لا يتم إلا باجتماع الحرارة والرطوبة على ما بينا مرارا . ولجالينوس في هذا قول قال فيه : ومن الناس من يجعل في الخبز من الملح والخمير أكثر مما ينبغي ، هربا من سدة يحدثها به في المجاري والمنافذ ، لان الملح من شأنه أن يلطف الغليظ ويفيد الخبز يبوسة وجفافا . والخمير يفيد الخبز انتفاخا وخفة ويذهب بثقله ورزانته . والدليل على انتفاخه [1] أن الانسان إذا أكثر ماءه في وقت عجنه ، ثم أدخله النار ، ظهرت فيه نفاخات كثيرة . والدليل على خفته أن الانسان إذا وزنه بعد خبزه له وجده أخف من الخبز الذي هو أقل خميرا منه . وكذلك صار قليل الغذاء جدا . وأما ما كان من الخبز لم يجعل فيه خمير أصلا ، ولم يوفى حقه من الملح ، ولم تحكم صنعته في تخميره وإنضاجه ، فإنه أقل أنواع الخبز غذاء وأسرعها انهضاما وأخصها بتوليد السدد والرياح . وذلك لان فيه من الغلظ واللزوجة ما ليس باليسير . ولذلك صار غذاؤه قريبا من غذاء الحنطة الطرية الرطبة اللينة التي لم تجف على نباتها ، وإن كان ما سخن من الحنطة الرطبة قليلا ، لاكتسابه الحرارة من النار ، إلا أنه لقربه من الحنطة الرطبة ، صار مولدا للخلط الغليظ البارد المعروف بالخام ، وإن كان البلغم أيضا باردا نيا ، فإن بينهما فرقانا من قبل أن البلغم ليس بغليظ لان فيه رطوبة طبيعية تشمله وترخيه . وأما الخلط المعروف بالخام ، فإن غلظه شبيه بغلظ الرسوب الذي يرسب في البول الشبيه بالمدة [2] ، إلا أن بينه وبين المدة فرقانا [3] أيضا ، لان المدة أكثر لزوجة وأنتن رائحة . فأما ما قدمنا ذكره في الفطير الخالص ، صار غير موافق لاحد من الناس ، وإن كان كثير [4] من الحصادين والفلاحين قد
[1] في الأصل : ( على أن انتفاخه ) . و ( أن ) هنا زائدة . [2] المدة : ما يجتمع في الجرح من القيح ، وهي غليظة . أما الرقيقة فهي صديد . [3] في الأصل : فرقان . [4] في الأصل : كثيرا .
194
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 194