responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 156


قال بعض الأوائل : أن من السمك ما يعتدل شحمه ويجود لحمه في الربيع ، لان في ذلك الوقت يبتدئ تولد البيض ، وكذلك الحال في الشتاء وفى الصيف .
وأما اختلاف غذاء السمك على حسب اختلاف أعضائه فيكون على ضروب : وذلك أن من أعضاء السمك أكثر شحما بالطبع ، مثل السرة والأذنين والعينين . ومنها ما هي أقل شحما بالطبع ، مثل الجنبين وما جاوز عظم الصلب . ومنها ما هي أكثر لزوجة بالطبع ، مثل الذنب وعظم الصلب والأجنحة .
ومنها ما هي أقل حركة ، مثل السرة ، وبعدها الأضلاع .
فما كان من أعضاء السمك أكثر شحما مثل السرة ، كان غذاؤه أذم لان كثرة شحمه تفيده لزوجة وسهوكة ، وتعينه على إزلاق المعدة والمعاء والانحدار منها بسرعة ، وتعسر نفوذه في العروق وجولانه في البدن ، وتمنع من جودة انهضامه في الكبد وتحيله إلى الفساد بسرعة ، وبخاصة متى كان من حيوان سمين لان ما كان من الأعضاء أكثر شحما بالطبع ، وكان حيوانه مهزولا ، كان أقل أضرارا ، لان شحمه الطبيعي يقل ويعتدل بهزال حيوانه .
وما كان من الأعضاء أقل شحما بالطبع ، مثل الجنبين وما جاوز عظم الصلب ، كان أبعد انحدارا عن المعدة والمعاء لقلة لزوجته . إلا أن انهضامه يكون أسرع ، واستحالته إلى الفساد أبعد ، وغذاءه أحمد وبخاصة متى كان من حيوان سمين ، لان من خاصة السمك أن يزئ [1] شحمه في جوفه ويجمعه فيه ، فيقل ما على الجنبين وما جاوز عظم الصلب من الشحم . فإذا كانت تلك المواضع من حيوان أسمن ، كانت أرطب وأدسم وأعدل . ومتى كانت من حيوان أهزل ، كانت أصلب وأغلظ وأبعد انهضاما .
وما كان من أعضاء السمك أكثر حركة ، مثل الذنب وعظم الصلب والأجنحة ، كان أرخى لحما وأقل شحما وأسرع انهضاما وأحمد غذاء وبخاصة متى كانت من حيوان أسمن . وما كان منها أقل حركة مثل السرة ، وبعدها الأضلاع ، أو كان أكثر لزوجة ، مثل الرأس ، كان أغلظ وأعسر انهضاما وأفسد غذاء .
ولذلك قال جالينوس : إن لحم السرة والرأس من كل سمك ، مذموم جدا لأنه يطفو في المعدة ويعوم لكثرة دسمه ولزوجته ، ولذلك يعسر انهضامه جدا . فإذا هبط [2] واستقر في قعر ( 2 ) المعدة وأزلقته وانحدر بسرعة ( 3 ) . ولذلك صار كثيرا ما يحدث عنه العلة المعروفة بزلق الأمعاء .
وأما لحم الذنب والأجنحة وما يحوطه بعظم الصلب من الرأس إلى الذنب ، وبخاصة ما قرب من القفا ( 4 ) ، فإنه أرخص لحما وأسرع انهضاما وأحمد غذاء . ذلك لكثرة حركته ودوام تعبه لان العظام ترض



[1] أزأى الرجل بطنه : امتلأ .
[2] في الأصل : مستدركة في الهامش . ( 3 ) كذا في الأصل : فلم يذكر جواب الشرط . أو أن واو العطف في ( وأزلقته ) زائدة ، فتكون عبارة ( أزلقته وانحدر بسرعة ) هي الجواب المطلوب . ( 4 ) مؤخر العنق .

156

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست