responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 148


ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن جميع السمك النهري والأجامي [1] ، وإن كان لحمه رخصا سمينا ، فإنه يفسد بسرعة ويضر بالمعدة ويولد خلطا نيا . ولروفس فيه قول قال فيه أيضا : إن الجنس الواحد من السمك إذا كان منه بحريا ومنه نهريا ، فالبحري منه أقل سهوكة وزفورة وأسرع انهضاما وأفضل غذاء وأقرب من الانقلاب إلى الدم وأسهل انحلالا من الأعضاء ، إلا أنه أبطأ انحدارا عن المعدة والمعاء . وقد يقع في كل واحد من نوعي السمك اختلاف كثير لوجوه شتى . وذلك أن البحري ينقسم قسمة أولية على ضربين : لان منه ما يأوي لجج البحر ووسطه . ومنه ما يطلب شط البحر وأطرافه . وما يأوي منه وسط البحر ولججه يكون على ضربين : لان منه ما يأوي المواضع الصلبة الصخرية الكثيرة الحجارة ويسمى السمك البحري ( 2 ) ومنه ما يطلب المواضع اللينة الرخوة الكثيرة الطين والرمل ويسمى السمك اللجي . والذي يأوي شط البحر وأطرافه يسمى الشطي وهو على ثلاثة ضروب :
لان منه ما يطلب المواضع الصافية الماء ، النقية من الكدر والوسخ البعيدة من مصب الأنهار . ومنه ما يطلب المواضع القريبة من مصب الأنهار الكثيرة الكدر والوسخ ، لان الأنهار تصب إليها وسخ مزابل المدن وماء الحمامات ومبال الكنان ، ما يقذر ماءها ويفسده . ومنه ما يطلب المواضع المتوسطة بين هذين الحدين فيأخذ من الحاشيتين بقسطه .
وكذلك السمك الذي يأوي الماء العذب ينقسم قسمة أولية على ضربين : لان منه ما يأوي الأنهار ويسمى النهري . ومنه ما يأوي البرك والبحيرات ويسمى البحيري . والذي يأوي منه الأنهار يكون على ضربين : لان منه ما يأوي الأنهار القوية المد ، السريعة الجري ، الكثيرة الأمواج البعيدة من المدن ، الصافية الماء ، النقية من الأوساخ والكدر . ومنه ما يأوي أنهارا لطافا ضعيفة المد ، بطيئة الجري ، قليلة الأمواج ، قريبة من المدن ، كثيرة الأوساخ والكدر ، لكثرة ما ينصب إليها من وسخ المزابل ومياه الحمامات ومبال الكنان . والذي يأوي البحيرات يكون على ضربين : لان منه ما يأوي بحيرات تنصب إليها الأنهار دائما ، وينصب ماؤها إلى البحر ، فينغسل ماؤها في كل وقت بما ينصب إليها من الأنهار ، ويخرج منها إلى البحر . ومنه ما يأوي الآجام والبحيرات المنقطعة عن البحور الكثيرة الطين والحمأة .
وإذ أتينا على ما أردنا شرحه من انقسام أجناس السمك إلى أنواعها ، فقد بقي بأن نأتي بخاص كل واحد منها على الانفراد ، وتوضيح فعله وانفعاله . فنقول : إنا قد كنا بينا أن السمك البحري في الجملة أفضل غذاء وأحمد ، في جودة الاستمراء ، من السمك النهري . من قبل أن ملوحة مائه ( 3 ) تقطع رطوباته وتلطف فضوله وغلظه ، وتذهب بلزوجته وبخاصة متى كان صخريا ، وكان مع ذلك قريبا من القرار ، لأنه بدوام ممره بالصخر ومصادمته له دائما ، يسترخي لحمه ويلين ويقل شحمه ولزوجته وسهوكته . ولذلك صار في هذين المعنيين ، أعني رخاوة اللحم وقلة اللزوجة والشحم ، أسبق من سائر



[1] في الهامش : سمك الأنهار والآجام . كذا في الأصل . والأحرى أن تكون : ( الصخري ) . ( 3 ) في الأصل : ماؤه .

148

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست