نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 142
والمثانة ، ولا سيما إذا كان معه شئ من عسل أو غيره من الحلاوة ، لان الأعضاء تستلذ حلاوته وتقبل منه أكثر من مقدار القوة على هضمه . وأما اللبن البعيد العهد بالخروج من الضرع ، المعروف بالدوغ ، فقد خرج من طبيعة اللبن الحلو جملة ، ومال إلى البرودة واليبوسة . وإذا صار اللبن مثل هذه الحال ، بعد عن قبول الاستمرار في المعدة المعتدلة المزاج ، فضلا عن المعدة الباردة . وأما المعدة الحارة المزاج ، فقد يوافقها متى أخذ منه بقدر على سبيل الدواء ولم يكثر منه ، لان الاكثار منه يغذو غذاء غليظا مذموما ، ويولد في الكلى والمثانة رملا وحصى ، لان كل طعام غليظ هذه سبيله وبخاصة إذا أخذ على غير نقاء من المعدة ، إلا أنه لا يتجبن في المعدة كما يتجبن اللبن الحلو ، لأنه قد عدم الكيفيتين القاتلتين لذلك ، أعني الحرارة والرطوبة . وإذا عدم اللبن الحرارة والرطوبة لم يقبل الانعقاد أصلا . وأما اللبن الرائب المعروف بالماست ، فهو في فعله وانفعاله متوسط بين طبيعة اللبن الحلو وطبيعة اللبن الحامض ، لما فيه من بقايا عذوبة اللبن الحلو . فإذا نزع زبده ، كان أفضل لغذائه وقوي على تسكين الحرارة وبخاصة إذا كان من لبن البقر ، لغلبة البرد على مزاج البقر بالطبع . وأما اللبأ ، فلغلظه وعدم المائية أصلا ، صار أعسر انهضاما وأبعد من الانحدار عن المعدة ، وأكثر الألبان تولدا للدم المذموم والاخلاط الغليظة . ولذلك صار يتخم بسرعة ولا سيما إذا لم يكن معه لا عسل ولا غيره من الأشياء الحلوة التي معها جلاء وغسل ، إلا أنه إذا صار إلى المعاء ، أثقلها بغلظه وهيج القوة الدافعة إلى إحداره بسرعة ، وأسهل البطن ، وصار سببا عرضيا لزلق الأمعاء ولتوليد العلة المعروفة بالهيضة . وما عقد من اللبأ في قدر منزلة في جوف ماء حار ، كان ألطف له وأرطب . وما عقد على نار أو رماد حار ، كان أغلظ وأثقل .
142
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 142