نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 139
حين يحلب قبل أن يغيره الهواء . ومتى كان من حيوان أردأ مزاجا وأسقم بدنا وأهزل لحما ، كان أذم وأفسد غذاء ، لأنه يولد دما مذموما فاسدا ، وبخاصة متى كان شربه بعد خروجه من الضرع بمدة أطول . وأما اختلاف اللبن من غذاء الحيوان ومرعاه ، فيكون أيضا على ضروب : وذلك أن من الحيوان ما يرعى الحشيش الغض الطري . ومنه ما يرتعي الحشيش اليابس وأغصان الأشجار الرطبة . ومنه ما يرتعي الحشيش العفص القابض ، مثل القرظ [1] والبلوط وقشور أصول شجر السماق . ومنه ما يرتعي الأدوية المسهلة ، مثل السقمونيا [2] وبعض اليتوعات [3] وأصل النبات المعروف بقثاء الحمار وما شاكل ذلك . فما كان منه يرتعي الحشيش الغض الطري ، كان لبنه أرق وأكثر مائية وأعون على تليين البطن وأردأ للمعدة . وما كان منه يرتعي الحشيش الجل [4] وأغصان الأشجار الرطبة ، كان لبنه أعدل وأقل مائية وأبعد من تليين البطن وأوفق للمعدة . ولذلك صار لبن الماعز أوفق للمعدة من غيره من الألبان ، لان أكثر ما يرتعي الماعز الحشيش وأغصان الأشجار الرطبة . وإذ ذلك كذلك ، فمن البين أن كل لبن يرتعي حيوانه أغصان الأشجار القابضة أو أوراقها ، فإنه مقو للمعدة حابس للبطن . وكل لبن يرتعي حيوانه ورق الأشجار المسهلة ، فإنه مضر بالمعدة ، لذاع ، بعضها مطلق للبطن . ولذلك وجب أن لا يستعمل من اللبن إلا ما كان غذاء حيوانه محمودا ، كيلا يستحيل إلى الفساد بسرعة ، من قبل أن اللبن إذا كان في ذاته رديئا واستحال في المعدة إلى الفساد ، لم يفسد هو فقط ، لكن يفسد بفساده كل ما وافاه في المعدة من الأخلاط المحمودة ، ويضر بالبدن [5] إضرارا بينا قويا . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن اللبن الردئ ليس أن ما يفسد هو فقط ، لكنه يفسد معه كل كيموس حسن . وذكر أنه وقف على ذلك من صبي كان له طير ترضعه ، فماتت طيره تلك وأرضعته طير أخرى كان لبنها رديئا جدا ، من قبل أن غذاءها كان مذموما ، لأنها كانت تغتذي عشب البرية لجوع عرض لبلدتها في زمان الربيع . فامتلأ الصبي قروحا ، فاستدل على ذلك من اللبن الذي كان الصبي يشربه . إنه نظر إلى جميع من كان يغتذي بذلك العشب الذي كانت الطير تغتذي به ، قد امتلأت أبدانهم قروحا فاسدة . ولذلك صار ما يرتعي الماعز ورق القرظ والبلوط وأغصان شجر السماق ، فيصير لبنها مقويا للمعدة حابسا للبطن . وكثيرا ما يرتعي شجر السقمونيا واليتوع فيصير لبنها مضرا بالمعدة مطلقا للبطن .
[1] في الأصل : القرض . والتصويب من الهامش . وهو ورق السلم يدبغ به . [2] نبات يستخرج من تجاويفه رطوبة دبقة ، وتجفف . [3] واحدها اليتوع واليتوع : كل نبات له لبن . [4] الجل والجل : الضخم ، ضد الدق . [5] في الهامش جعلها : ( بالمعدة ) .
139
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 139