نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 136
قلنا له : إن الشحم ، وإن كان أوحديا بالدهنية والدسم ، فإن ليس فيه جوهر مائي لطيف يلطفه ويسيله [1] ويعين على سرعة انقياده وانهضامه وجولانه في البدن . ولذلك غلظ وعسر انهضامه وانقياده لفعل الطباع وبعد انقلابه إلى الدم . وأما اللبن ، فلما كان فيه جوهر مائي سيال ملطف للفضول يسير حرافته ، زال عنه أكثر غلظه ولطف وسهل انهضامه وانقلابه إلى الدم وغذى غذاء حسنا . وقد يستدل على ذلك من الجبن والسمن ، فإنا نجدهما إذا فارقتهما مائية اللبن ورطوبته السيالة اللطيفة ، عسر انهضامهما ، وبعد انقلابهما إلى الدم ، وقل غذاؤهما . ولذلك صار الأفضل لمن أراد شرب اللبن ، لزيادة اللحم ، أن يشربه بجملة جواهره الثلاثة ، أعني بمائيته وزبدته وجبنيته من غير أن يزيل منها شيئا ، ويقصد من الألبان لبن البقر ، وبعده لبن الضأن والماعز . ومن أراد شرب اللبن لتسكين الحرارة وتبريد المزاج وتطرية الكبد ، فليزل ( 1 ) عنه زبده وسمنه ويشرب منه مائيته وجبنيته ، ويقصد من الألبان لبن البقر فقط . ومن أراد أن يشرب اللبن لتلطيف الفضول وتنفيثها ، فليزل ( 2 ) عنه زبده وجبنيته ويشرب منه مائيته فقط ، ويقصد من الألبان لبن اللقاح لمن كان مزاجه باردا ، ولبن الماعز لمن كان مزاجه محرورا . وكذلك ، إن الألبان تنقسم في لطافتها وغلظها على خمسة ضروب : لان من اللبن اللطيف جدا . ومنه ما هو دون اللطيف قليلا . ومنه الغليظ جدا . ومنه ما هو دون الغليظ . ومنه المعتدل المتوسط بين اللطافة والغلظ على الحقيقة ، لان بعده من الحاشيتين جميعا بعدا متساويا ولطافة اللبن تنتظم بمعنيين : أحدهما : من طبيعته وجوهريته ، والآخر : من فعله وتأثيره . فأما اللطيف من طبيعته وجوهره فهو المشاكل لبدن الانسان بالطبع ، مثل ألبان النساء ، وبعدها ألبان الماعز . ولذلك صارت ألبان النساء أعدل الألبان وأحمدها وأغذاها وأكثر نفعا من السمائم القاتلة وأوجاع الحجاب وقروح الرئة والكلى والمثانة ، وبخاصة إذا امتص من الضرع مصا من غير أن يحلب ، فيباشره الهواء ويزيل عنه بعض حرارته الغريزية ، فيغلظ ويتغير . وأما اللطيف من فعله وتأثيره ، فهو ما قلت جبنيته وزبديته وكثرت مائيته وحدته الملطفة للفضول ، مثل لبن اللقاح . وقد يستدل على ذلك من ملوحة طعمه ، ولذلك صار أقل الألبان غذاء وأكثرها تلطيفا للفضول ، ومن قبل ذلك صار أكثر الألبان تفتيحا لسدة الكبد والطحال وأخصها بالنفع من الاستسقاء العارض من فساد مزاج ( 3 ) الكبد والطحال الكائن من البرودة والرطوبة . وحكى بعض المتطببين ( 4 ) في كتبه أنه نافع من فساد مزاج الكبد والطحال العارض من الحرارة . وزعم أن ذلك صار فيه لفضل رطوبته
[1] في الأصل : ويسله . ( 2 ) في الأصل : فليزيل . ( 3 ) في الأصل : المزاج . ( 4 ) المتطبب : الذي يتعاطى الطب وهو لا يعرفه معرفة جيدة .
136
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 136