responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 621


برده وأفاده حرارة لطيفة ، إلا أن يكون بدن المستعمل له قوي الحرارة جدا ، فيكون الماء البارد له أوفق من الشراب لمقاومة حرارة مزاجه ولبرودة الماء .
ولجالينوس في هذا قول قال فيه : ومن كان مزاج بدنه حارا بالطبع أو من السن ، فالماء البارد له أوفق من الشراب . فإن احتاج في حال من الأحوال إلى شرب الشراب ، فليقصد منه ما كان أبيض [1] صافيا رقيقا معه شئ صالح من القبض . ففي هذا دليل على فضيلة الشراب على الماء إذا كان مصلحا لفساده ودافعا لأذيته وداثرا لغوائله وأدوائه . وما كان من الشراب مع بياضه حلوا ، كان في سرعة انهضامه وانحداره متوسطا بين الشراب الأبيض الرقيق المائي وبين الشراب الأبيض القابض . ولذلك صار أكثر تغذية للبدن وأطلق للبطن ، إلا أنه أضر بالمعدة لتوليده الرياح والنفخ ، وإن كان ذلك فيه قليلا لضعف حلاوته ورقة قوامه ، لان الحلاوة لا تكاد تأتلف مع الشراب الأبيض الرقيق ، وإن أمكن ذلك لم تكد تكون إلا يسيرة ضعيفة .
* * * في الشراب الأسود أما الشراب الأسود فالأخص به غلظ القوام وثقل الحركة . ولذلك صار أعسر انهضاما وأبطأ انحدارا وأبعد من الترقي إلى الرأس وأكثر غذاء لأنه يملا العروق دما غليظا بعيد الانحلال من الأعضاء .
ولجالينوس في ذلك قول قال فيه : وإني لأعرف قوما كانوا يتعاطون الصراع دائما ويتغذون بهذا النوع من الشراب ويقتصرون عليه يريدون به خصب أبدانهم فكانت أعضاؤهم تنال [2] منه من الغذاء ما يقرب من غذاء لحم الضأن . ولذلك صار من الأفضل للشبان أن يشربوه قبل الطعام . وأما المشايخ فهو غير موافق لهم لا قبل الطعام ولا بعده ، ولا في حال من الأحوال ، لأنه لضعف حرارتهم الغريزية ، صار إذا أدمنوا عليه ولد فيهم سددا وحجارة في الكلى ، إلا أن يكون على ضروب ، لان أكثره يكون حلوا ، وكثيرا ما يكون قابضا . وربما كان قابضا حلوا معا . وليس يكاد يكون صلبا بل لا يكون أصلا .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : وليس لما كان كل الشراب خالص الحلاوة لا محالة أسود ، وجب أن يكون كل شراب أسود لا محالة حلوا ، لأنا قد نجد من الشراب الأسود ما يكون حلوا . ومنه ما يكون قابضا . ومنه ما يكون حلوا قابضا معا . فما كان منه حلوا ، كان أزيد لحرارته وأكثر لغذائه وأسرع لانحداره وأعون على إطلاق البطن وحبس البول وأخص بتوليد الرياح والنفخ والقراقر . وما كان منه



[1] في الأصل : أبيضا .
[2] في الأصل : ينالهم .

621

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 621
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست