responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 622


عفصا ، كان أضعف لحرارته وأقل لغذائه وأعسر لانحداره وانهضامه وأعون على حبسه للبطن والبول جميعا ، لأنه لغلظه وعفوصته يلبث في أعلى البطن زمانا طويلا . فإذا طال لبثه هناك ، استحال إلى الحموضة بسرعة وهيج القئ والصداع وأضر بالرأس والعصب ، وذلك لغلظ بخاره وثقل حركته وبعده من الترقي إلى الرأس . ولذلك صار سكره أبعد وانحلال خماره أبطأ .
ولجالينوس في الشراب الأسود قول قال فيه : وأما الشراب الذي يضرب إلى السواد ، فليس له من الحرارة ولا من الاضرار بالرأس والعصب ما للأصفر والأشقر ولا يتولد عنه من الحمى ما يتولد عنهما . وما كان من الشراب الأسود مركبا من الطعمين ، أعني من الحلاوة والعفوصة ، كان أغلظ وأبعد انهضاما وأفسد جوهرا وأذم غذاء وأكثر توليدا للرياح والنفخ وحجارة الكلى وسدد الكبد والطحال وأشد تهييجا للقئ والصداع والاضرار بالرأس والعصب .
* * * وأما الشراب الأحمر فهو في طعمه مائل إلى الحلاوة والعفوصة والصلابة ، إلا أن العذوبة به أخص . وفى قوامه مائل [1] إلى الرقة والغلظ والاعتدال ، والاعتدال به أخص . وفى رائحته مائل ( 1 ) للثقل والخفة والتوسط بين ذلك ، والتوسط الذي له من ذلك لتوسطه بين لطافة الأشقر وغلظ الأسود . ولذلك صار أعدل الأشربة غذاء وأسرعها انقلابا إلى الدم إذا كان عذبا معتدل القوام مائلا إلى الغلظ قليلا ، لان ما كان من الشراب كذلك لم يحتج إلى الطبخ إلا اليسير حتى يكمل هضمه وينقلب إلى الدم بسرعة ، ذلك لقربه من المشاكلة له في لونه وقوامه وعذوبته .
وبعد هذا الشراب في سرعة الانقلاب إلى الدم ، الشراب الأسود الحلو ، إلا أن الدم المتولد عنه أفسد كثيرا لغلظه وكدره وانحرافه إلى المرة السوداء . وبعدهما في سرعة الانقلاب إلى الدم ، الشراب الأحمر الرقيق ، لان رقة قوامه تحتاج إلى مدة أطول في طبخه ليغلظ ويصير دما ، إلا أن الدم المتولد عنه أرق وألطف وأحمد كثيرا . ولذلك قال جالينوس : وأما الشراب النير الصافي الناصع الحمرة فإنه لما كان في منظره متوسطا بين الأبيض اللطيف المورد وبين الصافي الغليظ الحلو ، وجب أن يكون في جوهره وفعله وانفعاله متوسطا بين جوهرهما وفعليهما وانفعالهما . ولذلك صار لا يغلظ الأخلاط كما يغلظها الشراب الأسود ، ولا يرققها ويسيلها ويحدرها بالبول كما يفعل الشراب الأبيض اللطيف . ولما كان أكثر هذا النوع من الشراب لا يكون إلا ذكيا خمريا عطريا ، وجب أن يكون بخاره خفيفا لطيفا سريع الترقي إلى الرأس . ولذلك وجب أن يحذره من كان دماغه عليلا لسرعة إضراره به وأذيته له .
وأما الشراب الأحمر الحلو ، فإن أصحاب علل الصدر والرئة المزمنة ينتفعون به كثيرا ، لا سيما من احتاج منهم إلى أن ينقي صدره ورئته بالنفث وبخاصة إذا كان في البصاق من اليبس واللزوجة ما



[1] في الأصل : مائلا .

622

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 622
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست